مع ازدياد أعداد الخريجات من كليات البنات بأنواعها تربوية وغيرها، لم تعد المدارس الحكومية تستوعب العدد المهول من الخريجات، وبحكم شح الوظائف من جانب ورغبة بعض الأهالي بمهنة التدريس لبناتهن دون سواها، أصبحت المدارس الأهلية الطريق الوعر والخيار (المر) لهؤلاء الخريجات. للأسف من الشروط التعجيزية، أن يكون لدى الخريجة شهادة دبلوم تربوي، مما صعب الحصول على فرصة التدريس في المدارس الحكومية يجب إعادة النظر في هذا الشرط، بحيث يكون هناك استثناء لمن لديها خبرة في المدارس الأهلية لا تقل عن سنتين أو ثلاث مثلا! لأنه مع هذا الطلب أصبحت الخريجات بين نار البطالة ولهيب استعباد المدارس الأهلية، ساعات الدوام الطويلة وعدد الحصص وتدريس أكثر من تخصص للتقليل من عدد المعلمات وإرهاق المعلمة بمهام إضافية ونصاب 24 حصة مما يجعلها في دوامة من بداية جرس الطابور الصباحي إلى جرس آخر حصة، ومع كل هذه المعاناة، ليت الراتب يسوى ولكن كما يقال (حشف وسوء كيل)! من لديه قريبة تعمل معلمة في مدرسة أهلية، يسألها عن حالها مع ساعات الدوام وكثرة الطلبات وإزعاج الطالبات، دون أدنى شك ستجيبه بصوت خافت ممزوج بغصة قائلة (تنشد عن الحال، هذا هو الحال!!) ولسان حالها يقول كما ترى هذا هو حالنا رغم الدوام الطويل وعدد الحصص، نصبح ونمسي على التهديد والوعيد بالاستبعاد إن لم ننفذ كل التعليمات دون نقاش، وهذا هو الاستعباد بعينه. وعندما تفكر المعلمة أن تناقش أو تتساءل بحسن نية عن الحكمة من هذا الأمر أو ذاك، مثلا، لو تسأل لماذا نداوم في الإجازة الصيفية قبل غيرنا من المدارس الحكومية؟، ستجد نفسها في قائمة المنبوذات تمهيدا لترحيلها إلى قائمة المبعدات!! عندما فكرت في نقل معاناة معلمات المدارس الأهلية، حرصت على أن أستمع إلى أكبر عدد من الزملاء ممن لديهم قريبات في مدارس أهلية من مدن مختلفة في بلدنا الغالي، في الرياض، وأخرى في جدة، والباحة وتبوك والمدينة، ورغم البعد الجغرافي بين المدارس، يبقى عدد الحصص الجائر وقلة الرواتب، والدوام في الإجازات وسهولة الاستبعاد أهم العوامل المشتركة!! حتى لا أقع في خطأ التعميم، ليست جميع المدارس الأهلية بهذا السوء، فهناك مدارس أهلية تنافس المدارس الحكومية إن لم تكن أفضل. نحن في عهد ملك الحزم وولي عهده الأمين. ثقوا بالله فالقادم أجمل، سيكون هناك أمان وظيفي والاستمرار بدفع نفس الراتب ومراعاة لعدد الحصص، يا ملاك المدارس الأهلية لا تساهموا في (كسر) خاطر المعلمة والموظفة لديكم، فرغم كل ما سبق تظل طوال العام الدراسي في دوامة الخوف من غياب الأمان الوظيفي، وتبقى حكاية تجديد العقد للعام القادم تحت رحمتكم أو إنها (تمسك الباب!) لكنه تسريح ينقصه الإحسان! *