نشتكي كثيرا من العواصف الرملية التي لا تنفك تهل علينا في معظم فصول السنة، وحتى فصل الشتاء لا يخلو من الغبار! فما الأمر الذي نستطيع القيام به للتخفيف من تلك الظاهرة المتنامية؟! هناك عدة حلول لهذه الظاهرة، منها العمل الجماعي والتعاون فيما بيننا في مسألة التشجير حيث ان المسؤولية تقع على الجميع. وكل له دور أساسي في هذه القضية المهمة من أجل المحافظة على الموجود منها وزيادة عددها من أجل مقاومة التصحر. وصحيح أن المبادرات التوعوية التي تنطلق من بين فترة وأخرى هي أمر رائع ومحمود مثل مبادرة (فلنغرسها) وغيرها من المبادرات الأخرى والتي تذكر الناس بدورهم الاجتماعي. ولكن لابد من مراعاة أن الإنسان ينسى ويفتر ولذلك علينا جدولة تلك المبادرات بشكل دوري كل ثلاثة أو ستة أشهر على سيبل المثال. وبالإضافة إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مكثف ومتكرر، واستخدام طرق مبتكرة عصرية في الدعاية والإعلان من أجل ترسيخ الفكرة لتصبح عادة مجتمعية. ومن المؤكد أنه لابد من اختيار الأشجار التي لا تستهلك الكثير من المياه، والملائمة للعيش في ظروف مناخية صحراوية مثل: الجفاف، والمقاومة لدرجات الحرارة العالية، والملوحة، والرياح وغيرها من العوامل البيئية والمناخية. والأشجار كما هو معروف لها عدة فوائد منها: الظل، والتجميل، وتلطيف الأجواء، وتخفيف الضوضاء، والحد من التصحر، وتثبيت التربة، والحد من الغبار والعواصف الرملية. واعتقد أننا أولا لابد أن نرتقي ونتجاوز مسألة قلع الأشجار والنباتات بأنواعها وأشكالها لغير حاجة، وأن العبث بها مسألة خاطئة من الناحية النظامية والأخلاقية والدينية والبيئية. وعلى ذلك اقترح أن يكون التشجير نظاما إلزاميا في بعض من القضايا والمسائل. ومن الاقتراحات استبدال بعض من المخالفات والعقوبات المرورية بزراعة عدد معين من الأشجار وبحسب نوعية المخالفة. مثل: (100) شجرة في أماكن محددة ويتم ريها يوميا بالماء مع المتابعة حتى يشتد عودها. ومنها إلزام المنازل بزراعة عدد معين من الأشجار على الأرصفة ويكون ذلك حسب مساحات ومسطحات البناء وبحسب اللمسات العمرانية لكل حي ومنطقة. وأيضا إلزام المباني في القطاع العام والخاص بعدد محدد من التشجير والمساحات الخضراء. وأما لمحبي النزهات ورحلات البرية، فالاقتراح هو رمي بعض من البذور أو زراعة شجرة أو عدة شجيرات في الأماكن التي يخيمون فيها. ومن الاقتراحات جعل يوم دراسي واحد في كل سنة لزراعة الأشجار بحيث ان كل طالب يزرع شجرة واحدة فقط. (وعدد الطلاب والطالبات يصل تقريبا إلى 6 ملايين). ومنها استبدال فكرة المظلات لمواقف السيارات بالأشجار من أجل الظل، وهي أرقى من الناحية الجمالية. وسيكون من الرائع إطلاق مسابقة سنوية للتشجير بحيث توزع الجوائز على الأفراد والشركات والمؤسسات والقطاع العام والخاص. ويمكن أيضا إطلاق منصة وتطبيقات للجوال عن التشجير من أجل متابعة الفكرة، وكذلك تشجيع بعضنا البعض والاستفادة من الخبرات الميدانية والتراكمية. ولعله يكفينا عن كل الشروح والكلام والإطناب عن أهمية الشجرة وفوائدها الحديث النبوي: «إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليغرسها».