مما لا شك فيه أن الشجرة أو التشجير أو غرس الأشجار له دور كبير في التوازن البيئي والقضاء على التصحر وامتصاص الغبار وتنقية الهواء من الملوثات الصناعية الأخرى والمساهمة في اعتدال المناخ ومنع الاحتباس الحراري ووقف عوامل التعرية وتثبيت الكثبان الرملية والأتربة، حيث تعمل الأشجار داخل وحول المدن على تقليل كمية الغبار بنسبة لا تقل عن خمسة وسبعين في المئة حسب دراسة بيئية موثوقة، فهي إذاً بمثابة الفلتر أو الرئة التي تنقي الهواء من الملوثات والأتربة. ومن هذا المنطلق قامت أمانة منطقة الرياض مشكورة بإطلاق حملة حيوية ومهمة تهدف إلى زيادة وتيرة التشجير والتشجيع على غرس الأشجار الجميلة المفيدة للبيئة في مدينة الرياض ومضاعفة أعداد الأشجار والعناية بها لتشمل زراعة الأرصفة أمام المنازل السكنية والمنشآت والمراكز التجارية، وهذه المبادرة تؤكد أهمية الشجرة والتشجير في الحفاظ على التوازن البيئي وحماية البيئة وتنقية الهواء ومكافحة التلوث البيئي وخاصة في المدن الكبرى التي تكثر فيها المصانع والمركبات والشاحنات والمعدات، كذلك يساهم التشجير في إضفاء الطابع الجمالي كونه عامل جذب ليس فقط للإنسان وإنما للحيوانات والطيور الجميلة مثل الغابات حيث تعاني المملكة من ظاهرة التصحر والتي من أهم أسبابها الاحتطاب والرعي غير المنظم وعدم الوعي بأهمية الأشجار والغطاء النباتي. ولكي تنجح هذه الحملة يجب أن يكون هناك إجراءات وخطط منظمة ومدروسة لوقف هذه الظواهر السلبية وذلك بمعالجة الأسباب المؤدية لها وإطلاق مشروعات تشجير ملائمة لتعويض العديد من الأشجار التي قطعت خلال الأعوام والعقود الماضية واختيار الأنواع من الأشجار المناسبة والتي تتحمل الظروف المناخية في المملكة، كما يفضل غرس الأشجار التي تتميز بالطول والضخامة لتحيط بمدينة الرياض من الخارج ومن جميع الجهات وتسقى بطريقة الري بالتنقيط كي تساهم بتقليل الغبار والأتربة بنسبة كبيرة، وتشكر أمانة منطقة الرياض على هذه الحملة البيئية التي سوف تؤتي ثمارها في القريب العاجل بإذن الله لتصبح مدينة الرياض فعلاً هي مدينة الرياض والأشجار وهي كذلك.