توقعته أن يكون لقاء عابرًا مثل بقية اللقاءات إلا أن أولئك الشرفاء أرادوه غير ذلك، أرادوا إيصال رسالة إلى الشعب السعودي كله ورسالة إلى صناع القرار وتعبيرًا اسميًا للاقتصاد والسوق السعودي الذي احتواهم لسنوات طويلة وكان له الفضل بعد الله في زيادة مداخيلهم والتي ساهمت بتوفير حياة أفضل لعوائلهم وتعليم أرقى لأبنائهم. كان شعورًا غريبًا وأنا ألبي نداء زملاء العمل لحضور احتفال باليوم الوطني للمملكة العربية السعودية أقاموه بأنفسهم ومن أموالهم. كان خليطًا من الجنسيات، وكان يتصدرهم أشخاص قضوا أكثر من ثلاثة عقود يعملون في هذا البلد وساهموا في تنميته. لم يستطع أحدهم أن يتم كلامه عن المملكة والتي يعتبرها وطنه وغالبته دموعه. كانت كلماتهم رقيقة وتعكس امتنانهم لهذا البلد ولاقتصاده في تغيير حياتهم للأفضل، وكانت نابعة من القلب للخير الذي جنوه من هذه الأرض وللناس الذين احتوهم ورحبوا بهم أشقاء بين أهليهم. اعتراني شعور بالفخر لهذا البلد ولاقتصاده الذي احتضن هؤلاء بشتى مشاربهم دون أن يميز بين عربي وأجنبي أو بين مسلم وغير مسلم، وكذلك شعور بالامتنان لهؤلاء الأحبة الذين عرفوا كيف يعبرون بصدق تجاه هذا الحضن الكبير الذي رحب بهم دون تمييز ولم يحمّل بعضهم أي تبعات لسياسة أو مواقف حكوماتهم. الاقتصاد السعودي بكامله كان قالبًا يسكنه الجميع دون استثناء وفي كل الأوقات، وهم لم يكونوا أكفاء وطاقات ولبنات في بناء البلد فقط، بل كانوا شرفاء يقدرون هذا الجزاء والإكرام بخلاف عينات شاهدناها تخرج من هنا لتطعن في خاصرتنا حتى أصبحوا أداة في يد من لا يريد الخير لهذا البلد. بالفعل، كانت مناسبة وطن جميلة لقلوب طاهرة تتحدث عن أرض تستحق كل هذا الثناء.