لم يدر بخلد المشجع الاتحادي قبل بداية الموسم الرياضي أن يكون هكذا حال «العميد»، يخسر بطولة ويودع الثانية من دورها الأول ويعتبر منطقيا بعيد المنال عن التتويج بالثالثة. فالاتحاد الذي تم حل جميع مشاكله المالية وإنهاء كافة قضاياه العالقة في الفيفا التي حرمته من التسجيل في العام الماضي، كان الرياضيون على مختلف ميولهم ومشاربهم متشوقين لرؤيته لاسيما بعد الصفقات العديدة التي أبرمتها إدارته خلال فترة الانتقالات الصيفية، وفي مخيلتهم أن «النمر الجريح» الذي أنهكته المشاكل في السنوات الماضية اشتد عوده وبات قادرا على مقارعة منافسيه، لكنه خالف الجميع وظهر بلا هوية، ففي 43 يوما فقط، خسر كأس السوبر أمام الهلال وخرج من كأس زايد للأندية العربية الأبطال أمام الوصل الإماراتي وأصبحت حظوظه في التتويج بلقب دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين صعبة جدا إن لم تكن مستحيلة، لاسيما أن الفريق في أربع جولات لم يحصد سوى نقطة وحيدة من أصل 12 نقطة ممكنة، إثر الخسارة أمام الشباب ثم القادسية ثم التعاون قبل التعادل مع الوحدة في المباراة الأخيرة. ومع أن الإدارة الاتحادية أقالت المدرب الأرجنتيني رامون دياز وأسندت المهمة لمساعده الوطني بندر باصريح بعد الخسارة أمام القادسية 0-3، قبل أن تتعاقد مؤخرا مع المدرب الكرواتي سلافين بيليتش الذي سيتولى المهمة رسميا بعد مباراة الفتح في الجولة المقبلة، إلا أن المشكلة تبدو أكبر من مدرب، فالأجانب السبعة الذين تم التعاقد معهم لم يقدموا ما يشفع لهم بالاستمرار في ظل تواضع مستوياتهم الفنية وعدم قدرتهم على صناعة الفارق، الأمر الذي دفع المدرب باصريح لعدم الاعتماد عليهم بشكل أساسي باستثناء التشيلي كارلوس فيلانويفا الذي يخوض موسمه الثالث تواليا مع الفريق ويقدم مستويات كبيرة. وتنتظر الإدارة وصول المدرب بيليتش للاجتماع معه ومطالبته بتحديد احتياجاته الفنية بعد الوقوف على مستويات اللاعبين الأجانب الذين سيتم تسريح بعضهم واستقطاب آخرين خلال فترة الميركاتو الشتوي في يناير المقبل.