لم يكن قرار زيادة عدد اللاعبين الأجانب في دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للأندية المحترفة ، قرارا ارتجاليا أو عشوائيا ، بل كان منسجما مع برنامج التحول الوطني 2020 ومتناغما مع رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تنمية قطاع الرياضة بصفة عامة وإعادة صياغة كرة القدم –اللعبة الشعبية الأولى- على وجه الخصوص ، لتواكب التحول الكبير والتطور الشامل الذي تشهده جميع القطاعات الأخرى. * قرار الزيادة وكان صناع القرار في الهيئة العامة للرياضة وبالتنسيق مع الاتحاد السعودي لكرة القدم قد قرروا زيادة عدد اللاعبين الأجانب إلى ثمانية في كل فريق بدلا من أربعة على أن يشارك سبعة منهم كأساسيين في حين يبقى الثامن احتياطيا ، اعتبارا من الموسم الحالي 18-2019 . * انعكاسات سلبية ومع أن بعض الرياضيين يرى أن هذا القرار التاريخي ستكون له انعكاسات سلبية لاسيما على المنتخب الأول في ظل تحجيم دور اللاعب السعودي وتضاؤل فرص مشاركته مع فريقه ، إلا أن السواد الأعظم رحب بقرار زيادة العنصر الأجنبي كونه يهدف إلى إذابة الفوارق الفنية بين الأندية ، ورفع مستوى المنافسة في الدوري ، ومنع تضخم عقود اللاعبين السعوديين التي فاقت جميع التوقعات ، وتشجيعهم على الاتجاه نحو الاحتراف الخارجي ، وفي نفس الوقت تحفيزهم على تطوير إمكاناتهم الفنية والعمل الحثيث على مقارعة اللاعب الأجنبي ومنافسته على المركز الذي يشغله . * طموح عالمي ويطمح رجل الرياضة الأول المستشار تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة إلى الارتقاء بالدوري السعودي من كافة النواحي ليحتل المركز 12 على مستوى الدوريات العالمية خصوصا وأن دوري هذا العام يحتل المرتبة الثانية قاريا والمرتبة 19 عالميا من حيث القيمة السوقية بعد الصفقات الكبيرة التي أبرمتها الأندية المحترفة خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية . * قرار تاريخي وحول هذا القرار الذي أصبح أمرا واقعا ، قال اللاعب الدولي السابق والمحلل الرياضي صالح الداؤود "القرار اعتبره قرار تاريخي ولم يتم اعتماده وتطبيقه على أرض الواقع إلا بعد دراسة وافية مع أنني أرى تأخر هذا القرار بعض الشيء" وأضاف " هناك توجه لدى المسؤولين عن الرياضة لتخصيص الأندية قريبا ومن الضروري تحفيز المستثمر أو مالك النادي ومنحه حرية اختيار اللاعبين الأجانب وجلب العدد الذي يراه مناسبا سواء ثمانية أو أربعة أو اثنين أو يعتمد على اللاعبين المحليين ، وبالتالي لا خوف على كرة القدم السعودية لأن الخيارات ستكون متاحة لاسيما وأن دوري الدرجة الأولى ودوري الدرجة الثانية ستكون قوية حالها حال دوري المحترفين" وأردف قائلا "هذا القرار سيحفز اللاعب السعودي ويدفعه للبحث عن العروض الخارجية ، كما أن هناك برنامج قوي خاص باللاعبين المواهب وسيتم ابتعاثهم إلى أوروبا في سن مبكرة" مؤكدا أنه إذا لم يكن هناك لاعبين محترفين في أوروبا فلن تستطيع المنافسة على بطولات آسيا ، مشددا في الوقت ذاته على أن اللاعب السعودي لن يتأثر بوجود سبعة أجانب داخل الملعب وسيكون له حضور وبالتالي لا خوف على أخضرنا السعودي مستقبلا" . * دوري قوي وأكد اللاعب الدولي السابق والناقد الرياضي سعد الزهراني أن وجود ثمانية محترفين يعتبر إضافة كبيرة للدوري إذا أحسنت الأندية اختياراتها ، فالدوري سيكون قويا والفوارق الفنية ستقل بين الأندية ونفى الزهراني تقلص فرص اللاعب السعوي بعد قرار الزيادة وقال "اللاعب الجيد المحترف الملتزم المنضبط خارج الملعب المحافظ على نفسه وتطوير إمكاناته الفنية هو من سيبقى وربما يجبر ناديه على التخلي عن اللاعب الأجنبي في نفس المركز" وزاد "اللاعب السعودي موجود كجودة وخامة ومهارة ولكن حياته والتزامه وطموحه وثقافته تحتاج إلى تطوير ، واعتقد أنه مع وجود الأجانب والاحتكاك معهم ستتغير عقلية اللاعب المحلي وتفكيره من أجل ممارسة مهنته بالشكل الصحيح أو ترك المجال ، وبالتالي لن يبقى في الأندية إلا من يستحق البقاء ، صاحب العقلية المحترفة الناضجة المكتملة ، وهذا سيفرز لاعبين بجودة عالية على المدى البعيد". واختتم حديثه بالقول "ربما البعض لم يستوعب قرار الزيادة خصوصا وأن هناك الكثير من اللاعبين الذين تعودنا على مشاهدتهم سيتركون أماكنهم ، ولكن في المستقبل لن نرى سوى اللاعب الأكفأ الذي يشتغل على نفسه ويعمل جاهدا على تطوير إمكاناته لمحاكاة ومجاراة اللاعبين الأجانب داخل الملعب وخارجه" . * مشروع شامل وأشار الناقد الرياضي عدنان جستنية إلى أن قرار زيادة اللاعبين الأجانب يهدف إلى إعادة تركيبة الكرة السعودية وفق رؤية 2030 ، ويتناغم مع مشروع شامل ينسجم مع التحول الجذري في مسيرة وطن ينشد التغيير والتطوير والإصلاح . وقال "عندما تم اعتماد قرار الزيادة كان السؤال العريض الذي يتبادر إلى ذهن كل رياضي ، ماهو موقع اللاعب السعودي في خريطة التطوير والإصلاح ، وكيف سيكون وضعه مع ناديه والمنتخب في ظل الدعم القوي الذي يجده اللاعب الأجنبي ؟ لكن المؤكد أن هناك أهداف لهذا القرار منها تطوير اللاعب السعودي من خلال التحفيز والتشجيع لمنافسة اللاعب الأجنبي بقوة سواء داخل المستطيل الأخضر أو خارجه ، وكذلك منح الكرة السعودية سمعة ومكانة أفضل على المستوى العالمي والعمل على تطوير الدوري ورفع مستواه الفني ليكون من أفضل 10 دوريات في العالم" . وأبدى جستنية قلقه على مستقبل الأندية الذي وصفه بالغامض وقال في هذا الجانب "هيئة الرياضة قامت بجهود حثيثة في الفترة القصيرة الماضية تكللت بحل مشاكل ديون الأندية ولكن نأمل من هيئة الرياضة واتحاد القدم اتخاذ خطوات سريعة لفك طلاسم كل ماهو غامض ويدعو للقلق وتحديدا فيما يتعلق بالالتزامات المالية التي ستتحول مع مرور الوقت إلى أعباء مالية تزيد من مديونيات الأندية وتُعيدها إلى المربع الأول مالم تكن هناك مداخيل وموارد مالية ثابتة تغطي التزاماتها .