للأيام الخالدة ذكرى وجدانية، تضع بصماتها على شريط الحياة، وتُحرِّك الدم في الشرايين، كلما اشتاقت لها الأنفس. وشكّلت الذكريات علامات منوّعة وبارزة كوَّنت معها حياتنا، فأصبحت محطات نزورها عنوة كي نورد منها لحظات نحبها.. مضت. وحديثي أعلاه بدأتُ فيه كي أحرّك إحساس الذكريات الجميلة لديكم، وشتان ما بينها وبين ما سأتحدث عنه اليوم، فهو ذكرى مختلفة حتى في فخامتها وجمالها، وكذلك استمرارها الحسّي والمسؤول قبل الوجداني، فهي طاقة أشبه بالوقود، ولكنه لا ينضب؛ بل يزيد على مر السنين قوة وفتوّة وعنفوانًا. حب الوطن الذي نشهد اليوم ذِكراه، عندما وحَّد المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود «طيّب الله ثراه»، المملكة قبل 88 عامًا؛ لتصبح منارة ومتجهًا لكل العالم. ولو نظرنا للتحوّل الكبير بين دولة فتية لا يُقاس عمرها بالدول الكبرى في أوروبا وغيرها، إلا أنها شهدت قفزات بناءٍ متتالية، جعلتها في مصاف الدول العشر العظمى اقتصاديًا في العالم. بلادنا «ولله الحمد» لم تركن لإنجازات البناء فقط، بل شرعت الآن في البدء بوضع طريق للمرحلة المقبلة، وهي ما بعد البناء، وهي كيف تحافظ على نفسك في مقدمة الدول بالعالم على كافة الصُّعُد ومنها الاقتصادي. وبالنسبة لنا في صحيفة «اليوم» آثرنا ألا تكون فرحتنا في انطلاقتنا إلا مع هذا اليوم الجليل؛ لتكون الفرحة كبيرة، وعنوانًا بأننا ماضون على رؤية المملكة، والمسيرة التي خطّها قادتنا «يحفظهم الله». لا يسعني هنا إلا أن أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام سيّدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وإلى ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وإلى أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، وإلى نائب أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز، حفظهم الله ورعاهم. * رئيس التحرير المكلف