في المدن الرئيسة في المملكة، من النادر جدًا أن تمرّ من خلال إشارة مرور دون أن ترى عامل نظافة متواجدًا، ليس للقيام بعمله وتنظيف الرصيف والشارع، ولكن للتسول بطريقة غير مباشرة. ورغم تعاطفي مع عمال النظافة وأحمل لهم أقصى درجة من الاحترام، إلا أن الموضوع أصبح ظاهرة غير صحية، خاصة أن بعض مواقع الإشارات المرورية يعتبر إستراتيجيًّا، وقد يكون هناك تنسيق بين عمال النظافة لأخذ نقاط مرور معيّنة إستراتيجية. ويُقال إنّ دخل عامل النظافة ممن يقف عند هذه الإشارات يعادل ثلاثة أضعاف راتبه الشهري. وبمعنى آخر هناك ضرورة للتحقق من هذا الأمر. ولكن هناك أمرًا آخر ملحًّا حيال إشارات المرور، خاصة في ظل تواجد مستمر من نساء وأطفال صغار في السن ممن يتسوّلون وتراهم متواجدين بصورة مستمرة لدرجة أننا بدأنا نعرف من وجوه الأطفال وملامح وهيئة النساء عن إشارة المرور. والأكثر من ذلك هو أن التسوّل عند مواقع معيّنة في شوارع رئيسة في مدن كبيرة يعتبر وكأنه ماكينة صراف بنكية لدرجة أنك تجد منافسة شديدة بين المتسوّلين والمتسولات. وهذا الأمر لا يخفى على مكافحة التسول، رغم أن مكافحة التسول ومطاردة مَن يتسول ليستا بالأمر البسيط. ولكن أصبح ما يجري عند إشارات المرور أمرًا ليس حديث المجالس المحلية، بل أصبح حديث الصحافة والمنصات الإعلامية العالمية. فقبل عدة أيام تناقلت جميع الوسائل في الخارج نزاعًا ومضاربة بين امرأتين من المتسوّلات وبطريقة عكست أمورًا سلبية عن مجتمعنا في الوقت الذي نحن نعلم فيه كمواطنين بأن النساء المتسوّلات في المقطع لسن سعوديات. وأكثر من ذلك كان في المقطع طفل تحمله إحدى النسوة، وكان يقع من يديها بصورة متكررة ومحزنة. وانتشر هذا المقطع بصورة كبيرة في وقت استغله مَن يصطاد في الماء العكر لتشويه الداخل السعودي. في وقتنا الحالي لابد من جهات غير مكافحة التسوّل التي واضح أنها تفتقر الى القدرة والإمكانات والعزيمة لمحاربة ظاهرة التسوّل عند الإشارات. وتكون هذه الجهات مدعومة بأحدث التقنيات للرصد والمطاردة وطريقة التعامل مع ظاهرة التسوّل، خاصة التي نراها عند إشارات المرور. فهذه ظاهرة أصبحت مألوفة وتعوّد على رؤيتها المواطن والمقيم، ولكنها تعكس صورة سيئة للغاية عن المملكة. التسوّل عند مواقع معيّنة في شوارع رئيسة بمدن كبيرة يعتبر وكأنه ماكينة صراف بنكية لدرجة أنك تجد منافسة شديدة بين المتسوّلين والمتسولات