في زمن انقلبت فيه معايير الجودة وبات الميزان مختل الكفتين بعد أن تصدر المشهد الإعلامي فقاعات كل ما يملكونه أعداد من المتابعين المراهقين، بينما يكافح حملة الشهادات واصحاب الفكر للحصول على فرص العمل في مجال الإعلام. «اليوم» رصدت تحول مشاهير السوشيال ميديا إلى شاشات التلفزيون العربية وأثر ذلك على الاجيال القادمة التي تنظر لمن يظهر على شاشة التلفزيون او من خلف مايكروفون الاذاعة على أنه القدوة. اشتراطات مفقودة في البداية ذكر كبير المذيعين في التلفزيون السعودي رئيس القناة الثقافية سابقا عبدالعزيز العيد أن هناك فرقا بين هيبة المذيع وحضوره على الشاشة في الوقت الحالي عن السابق، مشيرا إلى أن ذلك أمر طبيعي في ظل ظهور مئات القنوات التلفزيونية والاذاعية الخاصة التي تساهلت كثيرا في اشتراطات المذيع التي يجب أن تكون في الصوت واللغة والثقافة والشكل والحضور. وقال: نظرا لهذا التساهل ظهر على السطح أناس لا علاقة لهم بالمهنة أساسا، حيث تحول كثير من المشاهير ونجوم السوشيال ميديا إلى مذيعين لأن الظهور لم يعد على المنصات التقليدية (الإذاعة والتلفزيون) التي لها اشتراطاتها، كما أن المنصات الجديدة وبرامجها وتطبيقاتها الحديثة هي ملك للجميع، وكل يتحدث من جهازه الذكي ويعد نفسه مذيعا، يناقش ويستهتر بالمشاهد او المستمع من خلال حوارات سطحية وساذجة لا تخلو من الكلمات والافكار غير اللائقة، وذلك كله يعود بسبب عدم احترام المهنة والجمهور إضافة لغياب الرقابة. وأضاف: لذلك نجد المجال الإعلامي الآن يعج بالأخطاء اللغوية الفادحة من بعض المذيعين لأنهم ليسوا من أبناء الميدان، ولا يملكون أبسط أدواته، والأدهى والأمر أنه لا أحد يحاسبهم، أو على الأقل يقوم على تطويرهم وتدريبهم، خصوصا وأن هؤلاء المذيعين لا يودون أن يقرأوا أو يتعلموا، رغم أن المعرفة الآن متاحة بضغطة زر. رصيد حافل وعن متطلبات العمل الإذاعي قال كبير المذيعين بهيئة الإذاعة والتلفزيون عبدالله الشهري: من الضروري أن يمتلك المذيع الحضور الجاد وإمكانيات عالية في التعامل مع الجمهور إضافة للتلقائية والبساطة ليحظى بقبول وحب الجمهور، إضافة لإتقان قواعد اللغة العربية، والموهبة التي تصقل مع التدريب المكثف والقراءة، والممارسة العملية. وأكد أن الشكل المقبول مطلوب إضافة للصوت الجهوري ومخارج الحروف الواضحة والقدرة على التعامل مع المواقف المحرجة على الهواء مباشرة، من خلال سرعة البديهة، التي إن لم تتوافر قد تعرض المذيع لموقف محرج ربما يقضي على مستقبلة المهني. وعن ذكرياته مع الإذاعة قال الشهري: أول زيارة للأحساء كانت عام 1408 مع اذاعه الرياض عبر برنامج بعنوان «استديو رقم واحد» حيث كنت بديلا لأستاذي محمد الرشيد حفظة الله، واذكر اني قابلت الفنان راشد الماجد للمرة الأولى في حياتي مع الفنان رابح صقر اللذين كانا فرسان المناسبة، وكان البرنامج عبارة عن مسرح وجمهور، لذلك ارتبطت الأحساء في ذاكرتي بالأسماء المهمة سواء على صعيد العوائل أو تاريخها العريق. وأضاف: قبل سنتين تشرفت بتقديم مناسبتين لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان في زيارته للأحساء، وكنت مع الوفد الإعلامي، لذلك يمتلك المذيع رصيدا حافلا من الذكريات من خلال مشوار لا ينتهي، لكنه بحاجة للصبر والاتزان ليكون رصيده حافلا بالمنجزات التي لا تبرحها الذاكرة. يمتلك المذيع الناجح رصيدا حافلا من الذكريات من خلال مشوار لا ينتهي، ولكنه يحتاج للصبر والاتزان ليكون رصيده حافلا بالمنجزات