أكد وزير الخارجية عادل الجبير في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية لمجلس وزراء الخارجية العرب أمس، على مركزية القضية الفلسطينية، مشددا ان المملكة ترفض أي مساس بوضع القدس وهي أهم القضايا بالنسبة للمملكة. وقال الجبير: إننا «نؤيد الجهود الرامية لدعم الأونروا ورفض المساس بوضع القدس التاريخي». وأبان الجبير: إن القضية الفلسطينية هي رأس أولويات واهتمامات المملكة العربية السعودية التي تسعى لكي ينال الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة المبنية على مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية المتمثلة في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدسالشرقية، مؤكدة رفض المملكة القاطع لأي إجراءات من شأنها المساس بالوضع التاريخي والقانوني لمدينة القدس». وشدد وزير الخارجية على أن إطلاق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -يحفظه الله-، مسمى «قمة القدس» على الدورة العادية (29) لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، جاء ترجمة لما في صدورنا تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق، وتأكيداً على مركزية القضية الفلسطينية بالنسبة للأمة العربية، كما تؤيد الجهود الرامية لدعم وكالة الأونروا والحفاظ على دورها الحيوي. الوضع اليمني وحول الأوضاع في اليمن قال الجبير: «إن ميليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران لم ولن تستجيب لدعوات المجتمع الدولي للانخراط في العملية السياسية بشكل جاد، وآخر دليل على ذلك عدم حضورهم اجتماع جنيف الأخير». ونبه وزير الخارجية في اجتماع الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة العادية 150 لمجلس جامعة الدول العربية، التي بدأت أعمالها الثلاثاء، بالقاهرة على المستوى الوزاري، إلى أنه في الوقت الذي يدعم فيه التحالف الشرعية في اليمن ويؤمن وصول المساعدات لكل أبناء الشعب اليمني، فقد كانت ميليشيا الحوثي تستهدف وتحاصر المدن لتمنع وصول الغذاء والدواء، كما قامت هذه الميليشيا بإطلاق (190) صاروخاً على المدن السعودية بما فيها قبلة المسلمين في انتهاك صارخ لمشاعر المسلمين كافة. وحدة اليمن وأكد الوزير الجبير أن المملكة لا تزال مستمرة في التزاماتها بوحدة اليمن وسيادته واستقراره وأمنه وسلامة أراضيه من خلال دعم الحكومة الشرعية، ومؤكدة على تعاونها مع جهود المبعوث الأممي إلى اليمن ما دامت تتوافق مع المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني اليمني وقرار مجلس الأمن الدولي (2216). وشدد وزير الخارجية على أن المملكة العربية السعودية تؤكد استمرارها والتزامها باتخاذ جميع الخطوات لضمان تفادي وقوع الإصابات بين المدنيين والأعيان وفقاً لمبادئ القانون الإنساني الدولي، مؤكداً أن دول التحالف ستستمر في تعاونها مع الأممالمتحدة ووكالات الإغاثة الأخرى لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المدنيين في اليمن وذلك في سبيل تخفيف معاناة الشعب اليمني. توحيد الصف من جانب آخر، أوضح وزير الخارجية عادل الجبير، أن المملكة العربية السعودية خلال فترة رئاستها للدورة (149) لمجلس الجامعة العربية كانت حريصة كل الحرص على توحيد الموقف العربي والارتقاء بأداء الجامعة العربية وتطوير منظومة العمل العربي المشترك بما يتواكب مع مستجدات المشهد السياسي والاجتماعي والاقتصادي لمنطقتنا العربية؛ مؤكداً مواصلة المملكة جهودها الرامية إلى تحقيق الإصلاحات المنشودة التي نتطلع اليها جميعًا. القضية السورية وبشأن الأزمة السورية، أشار وزير الخارجية إلى أن موقف المملكة العربية السعودية واضح ومعلن للجميع، حيث تسعى المملكة إلى استقرار سوريا ووحدتها وسيادتها وسلامة أراضيها، وعملت على توحيد موقف المعارضة السورية ليتسنى لها الجلوس على طاولة المفاوضات أمام النظام للتوصل إلى الحل السياسي الذي يضمن أمن واستقرار سوريا ووحدتها ومنع التدخل الأجنبي أو أي محاولات للتقسيم، والالتزام بإعلان جنيف (1)، وقرار مجلس الأمن الدولي (2254). وفي الشأن الليبي، أوضح وزير الخارجية أن المملكة تدعم وحدة واستقلال ليبيا الشقيقة، وتدعم جهود المبعوث الأممي للوصول إلى حل سياسي يضمن أمن واستقرار ليبيا والقضاء على الإرهاب فيها. مكافحة الإرهاب ولفت الوزير الجبير النظر إلى ما يعانيه عالمنا من ظاهرة الإرهاب الذي بذلت المملكة جهداً في مكافحته، ولم تتردد في تقديم أنواع الدعم كافة بالتعاون مع المجتمع الدولي للقضاء عليه كآفة خبيثة، مشدداً على أن الإرهاب الذي تمارسه إيران من خلال تدخلاتها السافرة في شؤوننا العربية ودعمها لميليشيات إرهابية يعد من أبشع مظاهر ذلك الإرهاب الذي يحتاج منا التكاتف والتعاون لمواجهته وردع أدواته. ومضى الجبير قائلا إنه إدراكاً من المملكة العربية السعودية لمسؤوليتها تجاه متطلبات الأمن القومي العربي، فقد حرصت خلال فترة رئاستها للمجلس في دورته 149، على توظيف علاقاتها المتوازية وتحركاتها على الساحة الدولية، وتنسيق المواقف مع الدول العربية الشقيقة بهدف التأثير إيجاباً في التناول الدولي لقضايا عالمنا العربي، والاسهام في توحيد الرؤى والمواقف العربية تجاه القضايا والمستجدات ذات المساس بالمصالح العربية.