أكدت البرلمانية العراقية نورة البجاري أن إيران تتدخل بشكل واضح في بلادها، مشيرة إلى ان الحكومة العراقية والسياسيين الموجودين في الخط الأول، سمحوا لهذه الدولة أن يكون لديها تدخل سلبي في البلاد. وأفادت البرلمانية نورة البجاري في اتصال هاتفي ل«اليوم» بأن سبب دعوة المجلس للانعقاد في جلسة طارئة، الأحداث الجارية في مدينة البصرة، ومقتل عدد من المتظاهرين، ومناقشة مجلس النواب لهذه الأحداث، ونقص الخدمات الموجودة هناك، واستباق الوزراء المعنيين ورئيس الوزراء لإيجاد حلول والوقوف على المشاكل وحلها من أجل وقف هذه المظاهرات، لأن الوضع في المدينة بات خطرا جدا، وتحتم المسؤولية على مجلس النواب إيجاد الحلول. إمهال المجلس ويعتزم رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إقالة قائد عمليات البصرة بعد مقتل المتظاهرين. في وقت دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، مجلس النواب العراقي الجديد للانعقاد فورا بجلسة علنية استثنائية، وهدد بأنه وفي حال «لم تنعقد جلسة مجلس النواب سيكون لنا موقف حاسم لا يخطر على الأذهان»، مردفا «لن نتهاون أبدا وقد أعذر من أنذر». وتابع مقتدى الصدر قائلا: «على كافة المسؤولين ترك مناصبهم إن لم يجتمعوا لحل موضوع البصرة».. إن بعض المسؤولين مشغولون عن البصرة ب«الكتلة الأكبر»، لافتا إلى أن محافظة البصرة باتت بلا ماء ولا كهرباء ولا خدمات. حماية المؤسسات ويشدد الصدر على ضرورة حماية المؤسسات الرسمية في البصرة، ودعا وفود دول الجوار لحل مشكلة المياه في المدينة. وشهدت محافظة البصرة تظاهرات شعبية واسعة منذ نحو أسبوع، تخللتها أعمال عنف وتخريب من قبل جهات مجهولة أودت بحياة نحو 7 أشخاص وجرح العشرات خلال هذه المدة، وفق وزارة الصحة العراقية. وضع خطر وفي السياق، قالت البرلمانية نورة البجاري: إن سبب دعوة المجلس للانعقاد يوم الأحد في جلسة طارئة تأتي للنظر في الأحداث التي تشهدها مدينة البصرة، بعدما قتل عدد من المتظاهرين، وأيضا لمناقشة نقص الخدمات الموجودة هناك، واستباق الوزراء المعنيين ورئيس الوزراء لإيجاد الحلول والوقوف على المشاكل وحلها من أجل وقف هذه المظاهرات، لأن الوضع في البصرة أضحى خطرا جدا، فمجلس النواب هو المسؤول عن إيجاد حلول لما يجري في البصرة. مشكلة قديمة وقالت البرلمانية العراقية: إن المشكلة في البصرة قديمة وليست وليدة اليوم، بسبب سياسة الحكومات المحلية السابقة في البصرة، مع العلم أن أموالا طائلة جدا تضخ بالمحافظة في السنوات الماضية. وأضافت البجاري: البصرة تعتبر مصدر خير وفيها مصدر لثروة العراق تقدر بنسبة 80% من ثرواته، والعراقيون يعيشون من خير هذه المحافظة، لكن مع الأسف فالفساد وسيطرة الأحزاب الكبيرة الفاسدة، والصراع فيما بينها، أدى لعدم تقديم الخدمات للمدينة. وأبانت البجاري: هناك صراع دولي وإقليمي يحاول استغلال الأوضاع في البصرة، لأن استقرار المدينة يفضي إلى استقرار العراق، ويؤثر على مصالح هذه الدول الاقتصادية، لأنه سيصبح فيها مشاريع كبيرة جدا، لذلك هناك محاولة من هذه الدول سواء للتدخل سرا أو علانية، للإبقاء على اقتصاد العراق مدمرا. أصابع الملالي وفي هذا السياق، تمضي البجاري إلى القول: هناك دولة إقليمية تستغل المنفذ الوحيد لدخول البضائع ومنتجاتها إلى البلاد، واستغلال ذلك عن طريق الاحزاب الموالية الخائنة لوطنها، وتضيف: مع الأسف يوجد اليوم بعض الشخصيات التي تحتل المناصب خاصة في الحكومة المركزية، وفي الوزارات الخدمية لا تستحق هذه المناصب، وليس لديها رؤية إستراتيجية أو نظرة اقتصادية أو مشاريع تستطيع أن تقدمها للعراق وتحل مشكلة البصرة. محاور الأزمة وتلخص البرلمانية العراقية مشكلة البصرة، في محورين، هما البطالة والمياه المالحة، مضيفة: نلاحظ أن دول الخليج المجاورة لديها نفس المشكلة، ولكنها تداركتها بإنشاء محطات تحلية كبيرة جدا، وهذا ما لم يحدث في العراق بسبب الفساد. وبالنسبة لمشكلة البطالة، فالبصرة تمتلك شركات نفطية كبيرة، لكن معظم العاملين الموجودين فيها هم من الأجانب، ومن باقي المحافظات بنسبة أكبر من أهالي البصرة، لذلك خرج أبناء المدينة يطالبون بحقوقهم المشروعة في تقديم خدمات الماء أو الكهرباء. تدخل إيران وتبين نورة البجاري أن إيران لديها تدخل واضح في العراق، سواء من الناحية الاقتصادية أو العسكرية، لكن مع الأسف أنا اقولها بكل مرارة ان الحكومة العراقية والسياسيين الموجودين في الخط الأول، سمحوا لهذه الدولة أن يكون لديها تدخل سلبي في العراق، حتى لو كانت هذه الدولة نوعا ما ساعدت العراق في ظروف معينة، لكن تدخلها الحالي ليس في مصلحة البلاد، وانما ساعدت لأجل أن تبسط نفوذها على العراق، وإضعاف البيت السياسي الداخلي، وبسبب عدم وجود رأي موحد وحكومة قوية، منح ذلك هذه الدولة حق التدخل السلبي، بحيث فرضت مصالحها أولا على مصلحة العراق. تشكيل الحكومة وحول أسباب تأخر تشكيل الحكومة، قالت البجاري: الانتخابات التي جرت هذا العام، كانت تختلف عن سابقتها، ففيها نسبة تزوير كبيرة جدا، وكانت هناك شكاوى وتعجيز قانوني في الانتخابات، مع تأخر المطابقة على النتائج، بالاضافة لموضوع مهم جدا وهو التدخلات الخارجية الدولية والإقليمية، والتي هي أصلا كانت موجودة في السابق، عبر تشكيل كل الحكومات، ولكن بشكل سري. أما اليوم فأصبحت التدخلات علنية وبشكل كبير وواضح خاصة بالنسبة لإيران وتركيا حول تشكيل الحكومة، لذا يجب على القادة السياسيين بكل صراحة، أن يكون لهم قرار مستقل، وان يفضلوا مصلحة العراق، ولذلك أرى أن تشكيل الحكومة من وجهة نظري الخاصة وكمتابعة للوضع السياسي سيتأخر الإعلان عنه إلى الشهر المقبل، بسبب الخلافات بين الكتل السياسية نفسها، بالنسبة للمكونات السنية أو الشيعية أو الكردية، فهناك خلاف كبير على الرئاسات الثلاث، وخرجت فتن من جميع الكتل.