وجهت وزارة العدل الامريكية تهمة التجسس لاثنين من الإيرانيين على معارضين للنظام الإيراني يقيمون على الاراضي الأمريكية، بجانب جماعات يهودية، واشارت وثائق المحكمة إلى أن النظام في طهران يلاحق أهدافه بالتفجير والاغتيال. قالت صحيفة «واشنطن تايمز»: ان الاتهام وجه الى كل من أحمد رضا دوستدار ومجيد جورياني بكونهما عميلين غير قانونيين لقوة أجنبية «إيران». وكشف تفريغ لتسجيل صوتي تم تسجيله لجورياني، وهو من سكان ولاية كاليفورنيا، يقول فيه وهو يصف شخصية معارضة للنظام الإيراني: إنه يحتاج فقط لطلقة واحدة، طلقة واحدة من بندقية «إم إف». وقد وجهت الاتهامات عندما بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سياسة صارمة تجاه إيران، التى صنفتها وزارة الخارجية الأمريكية باعتبارها الدولة الأولى بالعالم في رعاية الإرهاب، وانسحب ترامب مايو الماضي من الاتفاق النووي مع طهران والموقع في عهد باراك أوباما، وطالب الدول الاخرى لتنضم الى بلاده في فرض عقوبات اقتصادية ضد النظام. قالت الوثائق التي اصدرتها العدل الأمريكية: إن الرجلين استهدفا مراكز يهودية في شيكاغو، بالإضافة لمظاهرة معارضة للنظام الإيراني في نيويورك العام الماضي ومؤتمرا في واشنطن هذا العام. ونظمت احتجاجات نيويورك من قبل «مجاهدي خلق» المكون الرئيسي للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية المطالبة بالإطاحة بالملالي الحاكمين، فيما كانت المدن الإيرانية مسرحا لاحتجاجات مناوئة للنظام على مدى الشهور الماضية. واوضحت إفادات خطية كشفت عنها وزارة العدل الامريكية، أن الإيرانيين أنشأوا «حزمة أهداف»، تشمل خطة تحييد وتخويف وتجنيد واستغلال سيبراني، وعمليات قتل. واستهدفت إيران أعداءها في أوروبا لاستئصالهم، فقد كشفت الشرطة الاوروبية عن مؤامرة إيرانية مشتبه بها لوضع قنبلة في تجمع ل«مجاهدي خلق» خارج باريس يونيو الماضي، لكن اتباع مثل هذه الخطط على الاراضي الامريكية يمثل تصعيدا في المواجهة مع الغرب. وتظهر المستندات مدى سهولة تحرك المخربين الإيرانيين داخل وخارج الولاياتالمتحدة، حتى مع وجود إيران الآن في قائمة الدول السبع المذكورة في حظر سفر إدارة ترامب. وولد أحمد رضا دوستدار في «لونغ بيتش» بكاليفورنيا ويحمل جنسية مزدوجة لكنه قضى معظم سني حياته بين كنداوإيران، بينما نشأ جورياني في إيران وفي 2015 اصبح مقيما دائما في كوستا ميسا بكاليفورنيا. وأظهر بحث قام به مكتب التحقيقات الفيدرالي «إف بي آى» على الأجهزة الإلكترونية لدوستار أنه استطاع التعرف على عدد من الأهداف، وفي يوليو 2017 سافر من طهران الى شيكاغو. ثم وضعه مكتب التحقيقات الفيدرالي تحت المراقبة وتبعه الى متحف المعهد الشرقي لجامعة شيكاغو، ولاحظ ان دوستدار يتصرف بطريقة غير عادية وكان وحده في غرفة صغيرة مع أنثى مجهولة الهوية لفترة وجيزة. ثم غادر المتحف وسار بضع بنايات وبدأ في تصوير العديد من المراكز اليهودية، مثل مركزي «هليل» و«روهر شاباد»، وفي وقت لاحق سافر الى كوستا ميسا والتقى جورياني لأول مرة. وقالت «إف بي آى»: ان دوستدار استخدم اسلوبا ذكيا مثل المخابرات وحاول الهروب من المراقبة قبل وأثناء وبعد اجتماعه مع جورياني. وكان جورياني هو من قام بمراقبة أعضاء منظمة «مجاهدي خلق» في مسيرة نيويورك وصور متظاهرين فرديين ومناهضين للنظام. ودخل دوستدار الولاياتالمتحدة مرة أخرى في ديسمبر، واكتشف مسؤولو الهجرة معه 6000 دولار، فيما أنكر أنه التقى مع أي شخص في زيارته السابقة للولايات المتحدة، ثم سافر مرة أخرى ل«كوستا ميسا» وكشف التنصت عن مكالمة هاتفية مع جورياني، وعرف دوستدار نفسه باسم «العم سوهراب». وعندما استمع مكتب التحقيقات لشهادة جورياني وسبب زيارته لنيويورك، قال أخذت بعض الصور وجمعت المعلومات عن المعارضين وعن اعضاء مجلس الشيوخ الذين يعملون معهم. ومزج الصور مع أخرى عائلية كي لا يثير شبهة رجال الجمارك. واعترف انه سيقدم هذه الصور الى الرجال الذين يقومون بابحاثهم في إيران، لكن اثناء مغادرة دوستدار فتشت السلطات حقائبه وعثرت على صور المسيرة واعترف انه يعتزم تقديمها للحكومة الإيرانية.