أكد عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، حسين داعي الإسلام، أنهم البديل الديمقراطي لنظام «الملالي» الذي يعيش أيامه الأخيرة، وشدد على أن «مجاهدي خلق» هي منظمة وقادرة على إسقاط «ولاية الفقيه»، داعيا المجتمع الدولي لوضع حد لسياسة استرضاء النظام. وبشأن تهديدات طهران بإغلاق الممرات البحرية، قال داعي الإسلام في حواره مع «اليوم»: عندما يضيق الخناق على النظام الإيراني، فإنه وعلى عادته، يدق أكثر على طبول الدعايات الفارغة، مشيرا إلى انتهاج المقاومة الإيرانية والحكومة المقبلة مبدأ التعايش السلمي؛ والالتزام بشؤونها الداخلية دون الخوض في شؤون الجوار.. فإلى متن الحوار.. اليوم: رؤيتكم لنجاح العقوبات الأمريكية على طهران، وماذا عن حزمة نوفمبر المرتقبة التي ستحظر تصدير النفط؟ حسين داعي الإسلام: يجب القول انه خلال ال37 سنة الماضية أكدت المقاومة الإيرانية أنه من الضروري لوقف المشاريع الحربية والإرهابية للنظام بضرورة معاقبته نفطيًا وتسليحيًا، ولكن للأسف خلال تلك الأعوام التي اتبعت فيها أوروبا وأمريكا سياسة التسويات والتماشي مع النظام من أجل مصالحهم الاقتصادية وُضعت المقاومة الإيرانية تحت الضغط الشديد من قبل الغرب، حتى إن الأعوام الثلاثة الماضية التي شهدت الاتفاق النووي يجب القول: إنها لم تكن خالية من العقوبات فقط، بل أعادت الإدارة الأمريكية السابقة 150 مليار دولار من أموال الشعب الإيراني لهذا النظام، ووصلت صادراته النفطية إلى مليوني برميل نفط يوميا، أي أنها تضاعفت ثلاث مرات، فيما يزداد وضع الناس كل يوم سوءا، الفقر والبطالة والجوع هي ناتج أربعة عقود من حكم نظام سرق ثروات الشعب الإيراني وأنفقها على القمع ونشر الحروب والتدخل في الشؤون الداخلية وقتل شعوب المنطقة وعلى المشاريع النووية والصاروخية، قسم رئيس من الاقتصاد هو في يد كل من خامنئي وقوات الحرس، وتكلفة الحرب والإرهاب في هذه الأعوام كانت أكثر بكثير من جميع ايرادات ومدخولات النفط الحقيقية، والتغيير في تلك المعطيات بدأ منذ 28 ديسمبر 2017، عبر ثلاثة عوامل رئيسة، اولها وأهمها هو الحالة الانفجارية في المجتمع الإيراني بسبب التردي المعيشي والاختناق الشعبي، الذي نما بسبب القمع الممنهج خلال أربعة عقود في المشهد الإيراني، والثاني هو التغيير الذي حصل في المشهد الدولي، خاصة في الولاياتالمتحدة لأن هذا النظام وقبل ثلاثة عقود وحتى الآن كان يعيش في ظل سياسة الاسترضاء واللامبالاة وغض النظر عن انتهاك حقوق الإنسان في إيران وتدخله في دول المنطقة وتأمين المال لميليشياته في سوريا ولبنان واليمن، والأخير هو تعزيز موقف المقاومة الإيرانية في المشهد الاجتماعي، حيث انه بعد خروج قوات «مجاهدي خلق» من العراق ومن حصار النظام الإيراني المجرم في «أشرف» و«ليبرتي» استطاعت المقاومة وباعتراف خامنئي ورؤوس النظام تشكيل النوى الثورية، وكسر جو الكبت الذي فرضه هذا النظام لمنع النشاطات الشعبية، خاصة بعد المؤتمر السنوي العظيم للمقاومة الإيرانية في الثلاثين من يونيو لهذا العام والتعريف بالبديل الديمقراطي له، وأن السيدة مريم رجوي هي الرئيسة المنتخبة من قبل المجلس الوطني للمقاومة، لذلك فإن اجتماع هذه العوامل الثلاثة فرض ظروفا جديدة في المشهد الإيراني. وبدأت نهاية النظام الإيراني وهذا ليس كلام المقاومة بل كلام النظام نفسه، فهو ينظر إلى أن هذه أيامه الأخيرة، واعترف بأن جميع الاحتجاجات الشعبية الاقتصادية سرعان ما تتحول إلى المطالبة بإسقاط النظام، وحقيقة لقد عقد الشعب والمقاومة الإيرانية عزمهما على أن يستمرا بالانتفاضة، التي بدأت في ديسمبر 2017 حتى الإسقاط التام والكامل لهذا النظام. المستشار الأمريكي جون بولتون من أكبر داعمي «مجاهدي خلق» (اليوم) المقاومة الإيرانية تجد دعما لا محدودا من الإدارة الأمريكية، هل ستكشف الأيام القادمة تحركا على الأرض من قبلكم؟ موقف المقاومة الإيرانية هو ما جاء على لسان السيدة مريم رجوي في المؤتمر السنوي العام للمقاومة في باريس العام الماضي، ما يؤكد أن الشعب الإيراني والمقاومة لا يحتاجان إلى أي مساعدة من بلدان أخرى لأن النظام الحاكم، عاجز أكثر من أي وقت مضى، فقط على المجتمع الدولي أن يضع حدًا لسياسة استرضاء نظام الملالي، وكما شدّدت السيدة رجوي على أن الإطاحة بهذا النظام هو أمر متاح وفي متناول اليد وهناك بديل ديمقراطي ومقاومة منظمة قادرة على إسقاطه، لذلك يفترض بدول الغرب أن تعترف بالانتفاضة ومقاومة الشعب الإيراني، تلك الانتفاضة التي كما ترون استمرت وما زالت، ودورنا فيها ظاهر، ويكفي اعتراف النظام بأن قيادة الانتفاضة بيد «مجاهدي خلق». ماذا عن تنسيقكم مع الداخل الإيراني للتصعيد ضد النظام؟ إذا نظرنا إلى استمرار نضال منظمة «مجاهدي خلق» والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية خلال أربعة عقود ضد نظام «ولاية الفقيه»، نجد أن حركة المقاومة ضد الاستبداد المغطى بالدين قد تخطت مراحل صعود وهبوط مختلفة؛ وحالات كان بإمكان كل واحدة منها أن تقضي على قوة سياسية، لكن المنظمة والمقاومة بقيت صامدة، بل نمت أيضا وأصبحت قوة حاسمة ومُسقطة، وأصبحت بديلًا جادًا للنظام، والانتفاضة التي تنتظم اليوم في جميع أنحاء البلاد هي امتداد لصمود «مجاهدي خلق» والمقاومة الإيرانية على مدى 39 سنة ضد «ولاية الفقيه»، وهو الموقف ذاته الذي أدى إلى استشهاد 120 ألف شخص وإعدام 30 ألفا آخرين في 1988، خلال بضعة أسابيع بفتوى أصدرها خميني، وهذه الانتفاضة هي على خط حركة التقاضي من أجل أولئك الشهداء، الذين تسير الانتفاضة اليوم على دربهم. ولقد ركزنا على إعادة بناء شبكاتنا في إيران خلال السنوات الخمس الماضية، وتحديدًا منذ عامين وإلى الآن، وكما تعرفون، أن مجالس المقاومة موجودة في المكونات المختلفة من المصانع وورش العمل والجامعات والأحياء، فضلًا عن معاقل الانتفاضة التي تنظم الاحتجاجات الشعبية هذه الأيام، وكما ترون فالشعارات التي ترفع في طهران والأحواز أو أصفهان وخرمشهر وكازرون، هي شعارات موحدة ضد نظام الحاكم الفاسد. في رأيك، هل وجدت دعوتكم لدعم الاحتجاجات الإيرانية صدى ومردودًا عالميًا؟ قبل أن أنوّه إلى الرد الدولي على تصاعد انتفاضة الشعب الإيراني في مدن مختلفة، من الضروري أن ننظر إلى تصريحات قادة النظام حول دور «مجاهدي خلق» في تشكيل وتوسيع الاحتجاجات، ما يشير جميعها إلى توجيه المظاهرات من قبل المنظمة ومعاقل الانتفاضة، وكثيرا ما تنشر وسائل الإعلام العربية والغربية أخبارها الخاصة نقلًا عن مصادر المقاومة الإيرانية، خاصة أن السيدة مريم رجوي قد وجّهت بيانات ورسائل إلى الشعب خاصة إلى نساء الانتفاضة، ما انعكس على نطاق واسع في الصحافة العربية والغربية، وهو ما يشير إلى اهتمام وسائل الإعلام بدور المقاومة الإيرانية في تشكيل وتوسيع الاحتجاجات. ماذا عن تصريحات النظام بإغلاق الممرات البحرية وتهديد الملاحة والتجارة العالمية؟ كلما يضيق الخناق على النظام الإيراني، فإنه وعلى عادته، يدق أكثر على طبول الدعايات الفارغة، وهو معتاد على الإثارة أكثر من الفعل، وأحد تلك التصريحات الاستفزازية كان تهديد الحرس بإغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي لوقف شحنات النفط، لكن هذه المرة، بدأت عندما أعلنت القيادة المركزية الأمريكية رصدها زيادة نشاط النظام هناك، وفي الوقت الذي يكون فيه الوضع داخل إيران حرجًا للغاية، يعمل النظام على ذلك للحد من غضبة المواطنين باستخدام الشعارات الوطنية، في وقت يتردى فيه الاقتصاد مع هبوط سعر الريال الأسبوع الماضي، ما وضع اقتصاد النظام الإيراني تحت الضغط الشعبي، والخروج وترديد هتافات ضد الغلاء وشح المياه والكهرباء والظلم والفساد الحكومي. هل نجح مؤتمركم الأخير في باريس، ووصلت رسالتكم إلى المجتمع الدولي؟ في هذا المؤتمر، أصبح من الواضح للعالم مدى قدرتنا كقوة بإمكانها الاطاحة بهذا النظام، وهي قوة ذات قاعدة اجتماعية قوية واتصال.. منظمة ولها علاقات دولية رسمية، أهدافها السياسية واضحة ومعلنة، وحددنا 10 برامج للفترة الانتقالية، وهدفنا النهائي هو تشكيل المجلس التأسيسي لتحديد مستقبل البلاد، هي قوة لا تعود إلى الماضي ولا إلى الديكتاتورية السابقة، بل تتحرك نحو المستقبل لبناء نظام ديمقراطي مستقر، وتتخذ الخطوات الضرورية لتطوير برامجها وتحظى بمنظمة قوية ومتماسكة خرجت ناجحة من الاختبارات في الظروف المتأزمة، نحن قوة تحمل اسمًا وعنوانًا معروفًا وقيادة معلنة ومعروفة تمتلك خمسين عامًا من الخبرة في خضم أعنف العواصف المحلية والإقليمية والعالمية، مع سجل واضح ومستعد للتوضيح. قوة يمكن أن يطلق عليها «القوة البديلة أو النظام البديل» الوحيد للحكم الحالي، وهي قوة شعاراتها تسمع في الشارع والتظاهرات داخل جميع مدن إيران (الموت لخامنئي، والموت للدكتاتور، وشعارات تطالب بالإطاحة بالنظام بأكمله). من أين تستقون معلوماتكم عن جرائم النظام وانتهاكاته في المنطقة؟ تستقي المقاومة الإيرانية معلوماتها من مصادرها وعناصرها داخل البلاد، ونتحقق منها مرارًا من مصادر مختلفة، ولقد كشفنا لأول مرة عن الأنشطة النووية الإيرانية السرّية، وحتى الآن كشفت المقاومة الإيرانية عن دور قوات الحرس الواسع في الإرهاب والمساعدة العسكرية والمالية للجماعات الإرهابية مثل «حزب الله» اللبناني والميليشيات الحوثية في اليمن، وكشفنا أخيرا إعادة لواء من قوات الحرس الإيراني من سوريا إلى إيران لقمع المظاهرات الشعبية، الذي انتشر خبره على نطاق واسع في وسائل الإعلام العربية. هل ستعملون على بناء علاقات مع دول الجوار والمنطقة وتمتينها؟ المواد ال 10 المقدّمة من قبل السيدة مريم رجوي، توضح أن المقاومة الإيرانية والحكومة المقبلة لا تحتاج للسياسة التوسعية والتدخل في شؤون الدول الأخرى لأنها مبنية على مبدأ التعايش السلمي؛ وبالتالي، فهي -الحكومة المقبلة- تلتزم بشؤونها الداخلية دون الخوض في شؤون الجوار، وإثارة النزاعات والحروب وإنتاج وانتشار القنابل الذرية وأسلحة الدمار الشامل، بل العكس سيكون شغلنا الشاغل التنمية والتطور والتقدم والعلوم والثقافة والحرية والمساواة والعدالة والقضاء على الفقر، وتوظيف الموارد في تحقيق ازدهار اقتصادي داخلي. هل إذا وُضع اتفاق جديد سيلتزم الملالي بتغيير سلوكهم وسحب ميليشياتهم من المنطقة؟ قبل ذلك يجب التساؤل: هل خامنئي قادر على القيام بذلك؟ أولا، من الصعب جدا على خامنئي أن يتخذ قرارا بشأن هذا، وفي الواقع هو يعيش في طريق مسدود، وثانيا، لنفترض أنه سيضطر إلى التفاوض نتيجة موقفه الحرج وخوفه من انفجار داخلي أو نتيجة الاختناق الاقتصادي، فهو يفضل في مثل هذه الحالة، التفاوض السري مع التمويه والتستر حتى يستطيع بقدر ما يمكن أن يقلل من تكاليف خسائره، لكن هذا بالطبع ليس هو الاحتمال الاقرب.