إدارة المشاريع والمحافظة عليها وعلى سلامة مستخدميها بمراحل التنمية من القضايا ذات الأهمية القصوى. وقبل أيام صرح أمين المنطقة الشرقية بصحفنا المحلية عن تبني أمانة المنطقة الشرقية مشروعا للنقل الذكي في حاضرة الدمام، يمرُّ حالياً بمراحله النهائية، ومن المتوقع أن يبدأ تنفيذه بعد 90 يوما على 4 مراحل، بهدف تنسيق الحركة على المحاور الرئيسة لحاضرة الدمام، التي تشمل مدن الدمام والظهران والخبر، إضافة إلى الحدّ من الزحام، وتفتيت الاختناقات المرورية، التي تشهدها الحاضرة، وكذلك دعم قدرة مختلف الأجهزة الحكومية على تنفيذ مهماتها في أقصر مدة ممكنة، وبفعالية عالية. عندما يكون هناك خلل في مراحل تخطيط أي مدينة وإقليم فإن ذلك يتضح في استعمالات الأرض وشبكة الطرق. وأكد أن المحطة الأولى للمشروع ستبدأ بطريق الملك فهد، الممتد من مدينة الخبر، إلى مطار الملك فهد الدولي في الدمام، مخترقاً وسط الدمام، بطول يربو على 30 كيلومتراً. ونشر صحفياً أيضاً انتقاد عضو المجلس البلدي بحاضرة الدمام الدكتور عماد الجريفاني، للمشروع واعتبره غير مجد، وأكد عدم وجود جدوى من تطبيق النظام حالياً، نظراً لعدم وجود بنية تحتية مناسبة. إن تبني أمانة المنطقة الشرقية مشروع النقل الذكي بحاضرة الدمام يعد من الخطوات المهمة بمراحل التخطيط والتنمية الاقتصادية بشكل خاص والتنمية الشاملة بشكل عام، وإشارة عضو المجلس البلدي إلى أهمية وجود بنية تحتية مناسبة من النقاط الأساس في نجاح تفاعل الإنسان بالمكان. وعندما نتحدث عن الاختناقات المرورية بالمدن فنحن نتحدث عن جزء من تخطيط المدن والأقاليم وهو تخطيط النقل. وعندما يكون هناك خلل في مراحل تخطيط أي مدينة وأقليم فإن ذلك يتضح في استعمالات الأرض وشبكة الطرق. وفي ظل التنمية الشاملة التي نعيشها بمدن وقرى مناطق المملكة في جميع القطاعات الاقتصادية والصناعية والعمرانية ومع النمو السكاني المستمر والهجرة الداخلية من المدن الصغيرة والقرى الى المدن الرئيسة، والضغط المستقبلي المتوقع على الخدمات تبرز الحاجة الى الاستفادة من أفكار النقل الذكي، والمدن الذكية. ومع إعلان أمانة المنطقة الشرقية عن تبني مشروع النقل الذكي بحاضرة الدمام والبدء بالمرحلة الأولى (طريق الملك فهد) تبرز أسئلة للحوار منها كيفية تفتيت الاختناقات المرورية بطريق الملك فهد في ظل أنظمة البناء التي تسمح بالارتفاعات في البناء، واستعمالات أراض مختلفة سكنية وتجارية وصناعية، وأراض فضاء سوف تبنى مستقبلاً على جانبي الطريق تغذيه بمزيد من المركبات؟ وما هو دور تخطيط استعمالات الأراضي على جانبي الطريق في إنجاح مشروع النقل الذكي؟ وهل يمكن تخصيص أراض على جانبي الطريق وفق معايير التخطيط تخصص للدفاع المدني والمرور والهلال الأحمر لتخدم مستخدمي الطريق والأحياء المحيطة بها في أقصر مدة ممكنة؟ وما هي الفترة الزمنية للتثقيف بالمشروع لتسهم بنجاحه؟ وأخيراً وليس آخراً عندما نتحاور في فكرة النقل الذكي تبرز أهمية التفكير فيها كجزء من فكرة المدن الذكية في ظل التنمية العمرانية وبناء المساكن عن طريق وزارة الإسكان، وتطبيق نظام الرهن العقاري، لإيجاد مدن قادرة على مواجهة أي ضغوط مستقبلية على الخدمات قد تؤدي إلى اختناقات مرورية وتنموية واقتصادية وبيئية واجتماعية ونفسية تسهم في تعطيل مراحل التنمية وتتسبب في هدر الوقت والمال. [email protected]