تعتبر عملية اتخاذ القرارات جوهر العملية الإدارية، لأن عدم الشروع باتخاذ القرارات أو عدم اتخاذها بالشكل المناسب والصحيح من شأنه أن يخلق تكريسا للإخفاق والتنصل عن أداء المهام والأنشطة المطلوبة لتحقيق الأهداف المبتغى إنجازها، فضلا عن تعرض المنظمة للمشكلات وعدم إمكانية مواصلتها لسبل الاستقرار والاستمرار لاسيما في إطار المنافسة المحتدمة والظروف التي أفرزتها العولمة. وعلى الرغم من أنه يمكن اكتساب الكثير من المهارات عن طريق التعلم إلا أنه ليس من السهل تعلم القدرة على اتخاذ القرارات الصائبة، وهناك مجموعة من النصائح التي يجب الانتباه والتركيز عليها، عند اتخاذ القرار فكل ما عليك القيام به أن لا تتخذ قرارت مصيرية وأنت تحت تأثير التوتر والقلق والغضب، أو تحت تأثير أحد هؤلاء الذين لا يجب الوثوق بهم، لذلك يجب أن تقوم بتأجيل اتخاذ القرار إلى أن تصل إلى الحالة المثالية التي تسمح لك بالتفكير والتركيز وتكون حرا من أي تأثير خارجي، ولا تتخذ قراراتك من وجهة نظر منطقية وتتجاهل عواطفك وقت اتخاذ القرارات، فالقرار المبني على المنطق دون العاطفة ستندم عليه لاحقا، لأنك ستعيش الحياة وتستقبل نتائج قرارتك بعاطفتك وعقلك، واستمع إلى الصوت المنبعث من داخلك عندما تكون صافي الذهن ولست تحت أي تأثير خارجي، وغالبا ما تكون في الحياة خطوط ومبادئ رئيسية لا يمكن تجاهلها لذا قم بطرح المسألة على نفسك بأكثر من صورة، وبأكثر من جانب وعلى أكثر من وجه، فهذا سيساعدك على أن تراها بشكل واضح يسهل عليك اتخاذ القرار، ولا تهمل تجاربك الإنسانية السابقة، ولا تتجاوز معرفتك للأشخاص الناتجة من علاقتك الطويلة معهم، فكل تلك ركائز قد تبني عليها قرارا سليما، وضع كل خياراتك في نفس الميزان وحاول أن تحكم عليها وتقومها بناء على نفس المقاييس، لتصل إلى أوجه تفوق بعضها على الآخر، وضع حسابا للوقت عند البدء في التفكير لاتخاذ القرار، فما يمكن أن يكون مناسبا اليوم قد يكون غير مناسب فيما بعد، ضع في حسابك أسوأ النتائج وأفضلها، وقيم إذا كنت تستطيع تحمل الأسوأ، أو إذا كان طموحك يقف عند الأفضل، وناقش مع أحد المقربين الذين تثق بهم لما توصلت إليه من قرار فلعله ينبهك إلى شيء لم تتنبه له أو يذكرك بأمر نسيته، وعند اتخاذ أي قرار يجب أن تترك باب التراجع مواربا ولا تغلقه خلفك فلربما ستكتشف أشياء تجعلك بحاجة إلى ذلك، ولتكن قراراتك مرنة وقابلة للتأقلم مع ما قد يفاجئك به البعض، وبعدها قدم قرارك للآخرين بشكل حاسم فثقتك بما تقرر هو ما سيفرض على الآخر احترامه، ولا تبرر سبب اتخاذ القرار للآخرين إلا إذا كنت مجبرا على ذلك، فطرحك للمبررات يفتح باب النقد والطعن الذي يعيدك إلى مرحلة الحيرة والترقب والقلق لنتائج قرارك، وكن جاهزا من الناحية النفسية لأن تكون مخطئا، فالخطأ هو طريقك لاتخاذ القرارات الصحيحة فيما بعد. ما من يوم تطلع فيه الشمس إلا ونتخذ قرارات لأن حياتنا في المحصلة هي مزيج من أفكار ومشاعر وخليط من أحلام وأوهام ومحاولات تتأرجح بين النجاح والفشل.