سيطرت القوات الحكومية اليمنية أمس الخميس على مديرية حيران في محافظة صعدة، والخط الدولي الرابط بين السعودية واليمن والممتد من منفذ حرض باتجاه الحديدة. وذكرت مصادر إعلامية أن قوات الجيش أحكمت سيطرتها على الطريق الدولي الرابط بين محافظتي حجة والحديدة، بعد سيطرتها على مديرية حيران ومثلث عاهم، مضيفة: إن السيطرة جاءت عقب معارك مع الانقلابيين، سقط فيها العشرات بين قتيل وجريح. وشنت طائرات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، غارات جوية على مواقع لميليشيا الحوثي الإيرانية في الساحل الغربي، مما أسفر عن مقتل 56 حوثيا وجرح 23 آخرين من الميليشيا الإيرانية. وتواصل قوات الجيش الوطني اليمني مسنودة بطيران التحالف تحرير عدد من القرى والمواقع المطلة على سوق الملاحيظ بمديرية الظاهر، أحد أهم وأكبر الأسواق بمحافظة صعدة. سيطرة الشرعية وقال قائد لواء العروبة، العميد عبدالكريم السدعي: إن قوات الجيش حررت قرية المجدعة وجبل الوسيعي بمديرية الظاهر المطلة على سوق الملاحيظ. وأوضح السدعي أن قوات الجيش تمكنت من السيطرة نارياً على سوق الملاحيظ، وذلك بعد أيام من قطع الخط الدولي، الذي يعتبر خط الإمداد الرئيس لعدد من مواقع الميليشيا في مديرية حيدان ومديريات أخرى. سوق الملاحيظ ولتحرير سوق الملاحيظ وإعادة نشاطه التجاري أهمية بالغة تتمثل في موقعه الإستراتيجي وهو بوابة لدخول منطقة مران معقل ميليشيا الحوثي الانقلابية. وحقق الجيش اليمني في وقت سابق تقدماً جديداً في مديرية كتاف شرق محافظة صعدة، بعد معارك عنيفة تكبدت خلالها ميليشيا الحوثي خسائر فادحة في الأرواح والمعدات. وقال قائد اللواء 151 مشاة العميد رداد الهاشمي لقناة «العربية»: «إن أبطال الجيش الوطني نفذوا هجوماً عنيفاً على مواقع تتمركز فيها ميليشيا الحوثي في سلسلة جبال وادي الخراشب بكتاف، وتمكنت خلاله من تحرير عدد من المواقع والمرتفعات في قرية قطيبة». وقالت مصادر: إن مقاتلات التحالف العربي شنت غارات وركزت قصفها في التحيتا، التي وصلت إليها التعزيزات الحوثية كما قصف التحالف مواقع في بيت الفقية والمنصورية. مشاورات جنيف من جهة أخرى، قال السفير الأمريكي لدى اليمن، ماثيو تولر: إن جولة مشاورات جنيف في سبتمبر المقبل ستعقد لبحث إجراءات بناء الثقة، وهي خطوة في طريق الوصول إلى حل شامل للصراع في البلاد. وقال تولر في مؤتمر صحفي مصغر عقده أمس الأول في العاصمة المصرية القاهرة قائلاً: «التقيت بطرفي النزاع في اليمن وأبديا استعدادهما للانخراط في هذه المشاورات دون شروط مسبقة». وعبّر تولر عن تفاؤله بنتائج إيجابية ستحققها الجولة المقبلة من المشاورات، إلا أنه أردف بالقول: «نتوقع أن نتائج المفاوضات ستكون متواضعة للغاية، ومع ذلك مهما كانت النتائج متواضعة فإنها سترفع الأمل لدى اليمنيين». المبادرة الخليجية وأوضح السفير تولر أن المشاورات ستعقد بين الحكومة الشرعية والحوثيين، مؤكداً أنها مبنية على المرجعيات الثلاث للحل السلمي القائمة على المبادرة الخليجية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، والقرارات الأممية. ونوّه إلى أن هناك عناصر في قيادة الجماعة تخضع للنفوذ الإيراني، وهي غير جاهزة للانخراط في مفاوضات السلام. وشدد على أن الحل يبدأ منذ تخلي هذه الجماعة عن السلاح، وهو ما تضمنه القرار الأممي 2216، وتضمن أيضاً أن هذه الأزمة يجب أن تحل حلاً سياسياً. تسليم السلاح وحول تسليم السلاح قال: «الأسلحة التي تم الاستيلاء عليها يجب أن تعود إلى الحكومة الشرعية ولا تؤول إلى ميليشيا أو إلى أي طرف سياسي ولا أعتقد أن هناك مَنْ يختلف معنا على أن الجميع يجب أن يعمل على تحقيق هذه الأهداف». وتحدث تولر عما سمَّاها «المخاوف التي يبديها الحوثيون من أنهم ليسوا مستعدين لتسليم هذه الأسلحة لحكومة لا تحميهم»، بينما الطرف الآخر يقول إنه لا يمكن القبول بدخول الحوثيين في أي حكومة قبل تسليم الأسلحة. إلا أنه بعث تطمينات بالقول: «نعتقد أن الأممالمتحدة لديها رؤية لعمل خطة سياسية وخطة أمنية وفق تراتبية محكمة، ولن نسمح لأي طرف أن يعمل على إعاقة هذه المرحلة». وحول الأحداث في تعز قال تولر: «يقلقني كثيراً وضع تعز وما يحدث فيها، تعز كانت المنطقة التجارية والزراعية والثقافية وأنتجت كثيراً من القادة في مختلف المجالات، وغالباً ما كانت تقوم بدور مهم لحماية البلد من الانقسامات الداخلية والحفاظ على ترابط اليمن».