أعلنت تركيا مجموعة من التدابير لدعم عملتها التي تنهار بقوة على خلفية توتر علاقاتها مع الولاياتالمتحدة. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: إن أنقرة تسعى إلى تشكيل تحالفات جديدة، وأن علاقاتها مع روسيا شهدت تقدما، مشيراً إلى أن توافق الرؤية الاقتصادية الصينية مع رؤيتها تتيح فرصا جديدة للتعاون. وأضاف أن تركيا ستسرع وتيرة الخطط الاستثمارية لتلبية أهداف 2023 في مواجهة الهجمات الاقتصادية، في إشارة إلى خطط مشروعات بناء كبرى ومساعي بلاده الطموح لتصبح واحدة من أكبر عشر اقتصادات في العالم. تدابير وإنقاذ وقال البنك المركزي التركي: إنه سيؤمن السيولة اللازمة التي تحتاج اليها المصارف ويتخذ «كافة التدابير اللازمة» لضمان الاستقرار المالي. وذكر أنه سيتم ضخ سيولة بقيمة 10 مليارات ليرة (6 مليارات دولار) وثلاثة مليارات دولار من الذهب، في النظام المالي. ويأتي الإعلان بعد أن شهدت الليرة التركية التي خسرت هذا العام أكثر من 40% من قيمتها مقابل الدولار واليورو، هبوطا حادا الجمعة ما أثار هلعا في أسواق المال العالمية. وراجع البنك المركزي التركي معدلات الاحتياطي الإلزامي للمصارف تفاديا لأي مشكلة سيولة. وفي نفس السياق أعلن البنك المركزي التركي صباح أمس الإثنين بأنه اتخذ مجموعة من الإجراءات التي قد تساهم في تعافي الليرة التركية من تدنيها مقابل الدولار الأمريكي، وجاء ذلك في بيان لها بعد أن وصلت قيمة الليرة إلى 7.20 مقابل دولار واحد. مصالح متبادلة وتستضيف تركيا قاعدة أمريكية كبيرة في مدينة إنجرليك في جنوب البلاد، تستخدم حاليا مركز عمليات في الحرب على تنظيم داعش الإرهابي. وتأخذ تركيا على الولاياتالمتحدة الدعم الذي تقدمه لوحدات حماية الشعب الكردية في سوريا التي تقاتل «داعش». أسباب الخلاف وتطالب الولاياتالمتحدة بالإفراج الفوري عن القس «أندرو برانسون» الذي يواجه عقوبة بالسجن لفترة تصل إلى 35 عاما، فيما تطالب تركيا بتسليمها الداعية فتح الله غولن المقيم منذ نحو عشرين عاما في الولاياتالمتحدة والذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب في يوليو 2016. وازدادت حدت التوترات بينهما بعد قرار الولاياتالمتحدة زيادة الرسوم على واردات الألمونيوم والصلب من تركيا. وتطالب الأسواق البنك المركزي بتحسين معدلات الفائدة لدعم الليرة والسيطرة على تضخم متزايد بلغ نحو 16% في يوليو على أساس سنوي. عجز ملحوظ من جهته، قال المحلل الاقتصادي فضل البوعينين بأن الحساب الجاري استمر في تسجيل عجز ملحوظ وصف بأنه من بين العجوزات الأكبر عالميا، وهذا ما تسبب في ضعف الليرة التركية واستمرار انخفاضها تدريجيا، حيث الليرة التركية فقدت ما يقرب من 40 % من قيمتها منذ مطلع العام الحالي فقط، كما توقع استمرار السقوط الحر لليرة التركية مما سيزيد من أعباء الاقتصاد التركي ويدعم استمرارية هبوط الليرة.