رجّحت أنباء أن يتم إسدال الستار قريبا على أزمة القس الأميركي أندرو برانسون التي عمّقت التوتر في العلاقات بين واشنطنوأنقرة ودفعت إلى تبادل العقوبات مع تلويح أميركي بفرض المزيد منها إذا لم تفرج أنقرة عن برانسون الذي أمضى قرابة عامين في السجن بتهمة دعم الإرهاب والتجسس السياسي والعسكري ثمّ وضع تحت الإقامة الجبرية في منزله في إزمير غرب تركيا لأسباب صحية. وتوقعت صحيفة «جمهوريت» التركية إسدال الستار على قضية برانسون نهاية الأسبوع المقبل بعد عرض نتائج مفاوضات تجري حالياً بين البلدين على الرئيسين التركي رجب طيب إردوغان والأميركي دونالد ترمب لإعطاء الضوء الأخضر للتنفيذ. وقالت الصحيفة التي تمثل التيار العلماني المعارض للرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن المساومات التي يتم البحث فيها الآن، يتصدرها أولاً قيام أنقرة بتسليم واشنطن القس المحتجز لديها قبل إصدار الحكم عليه بتهم التجسس والارتباط بمنظمات تصفها بالإرهابية في إشارة إلى حركة الخدمة التابعة للداعية التركي المقيم في أميركا وتتهمها تركيا بتدبير محاولة انقلاب فاشلة وقعت منتصف يوليو 2016 وحزب العمال الكردستاني المحظور. وتكون هذه الخطوة مقابل تسليم واشنطن محمد هاكان أتيلا، نائب المدير التنفيذي لبنك «خلق» التركي الحكومي، الذي يقضي عقوبة السجن ثلاث سنوات في الولاياتالمتحدة بتهمة الضلوع في انتهاك العقوبات الأميركية على إيران في الفترة ما بين 2010 و2015. وذكرت الصحيفة أن تركيا طالبت الولاياتالمتحدة، بتخفيف الحكم القضائي المفترض أن يصدر قريبا بحق بنك خلق، الذي من المنتظر أن يتضمن تغريم البنك مليارات الدولارات مقابل إطلاق سراح موظفين محليين يعملان بالقنصلية الأميركية بإسطنبول، تم اعتقالهما على خلفية صلات مزعومة مع حركة غولن والعمال الكردستاني والتجسس السياسي أو العسكري. وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين الأتراك يعطون أهمية قصوى لهذا الحكم المحتمل، فإدانة البنك بغسل الأموال والالتفاف على العقوبات الأميركية ضد إيران من شأنه أن يضرب السمعة الاقتصادية لتركيا في مقتل؛ لأن معاملاتها التجارية مع العالم تتم من خلاله وسيعصف بالليرة التركية المنهارة أصلاً. ولفتت الصحيفة إلى أنه في حال استجاب البيت الأبيض لهذا الطلب، سيتم لاحقاً بحث قضايا المواطنين الأميركيين الآخرين المعتقلين في السجون التركية، وعددهم 18 شخصا.