لا ننكر أننا دولة صحراوية، كثيرة الصحاري وشحيحة المياه، لكن ذلك ليس مبررًا للاستسلام والتمترس خلف تلك الحقيقة. فهناك دول كثيرة تعاني شحّ المياه كما نعاني، لكنها وعبر الكثير من التقنيات، وحسن اختيار الأشجار المناسبة لبيئتها المماثلة لبيئتنا، تمكّنت من زيادة الرقعة الزراعية في مدنها، وحوّلت شوارعها إلى حدائق بعد أن كساها اللون الأخضر الممتع. في السنوات العشر الماضية، وفي ظل عدم السماح بتحويل الحدائق إلى أي نشاط آخر، زادت أعداد تلك الحدائق، خاصة حدائق الأحياء، وهي بلا شك تعتبر إضافة جمالية.. لكن عملية تشجير الشوارع شابها الكثير من الملاحظات عندما اختارت البلديات أنواعًا من الأشجار لا تنمو سريعًا، وإن نمت ففي حدود قصيرة لا تضيف للشوارع الظلال المطلوبة ولا الأشكال الجميلة. لقد لفت نظري أن الكثير من الأمانات والبلديات في مختلف مناطق ومدن المملكة، اهتمت بهذا الأمر، بل وتشجيع الأهالي على زراعة الأشجار أمام منازلهم، لدرجة أنها تطلب من مالك المنزل تجهيز مكان زراعة الشجرة، ثم تأمين الشجرة المناسبة وزراعتها أمام منزله. ولعل الكثيرين من أهل المنطقة يتذكرون كيف كانت شوارع الخبر الشمالية، حيث الأشجار العالية والجميلة التي يمكنك مشاهدتها على مد النظر حسب تخطيط المدينة بالطول والعرض. أما الآن فقد تناقصت تلك الأشجار في بعض الشوارع، بينما اختفت من الشوارع الأخرى. أما الأحياء الجديدة فقد أصرّت بلدية الخبر على اختيار شجر قصير لا يمنح الأحياء جمالًا، ولا يستفيد الناس منه في تلطيف الأجواء. أمانة المنطقة الشرقية مطالبة بتقديم مشروع كبير لتشجير الشوارع وتشجيع الناس على الزراعة أمام منازلهم، ومساعدتهم لاختيار الأشجار المناسبة من حيث قلة استهلاكها للماء، أو عدم تمدد جذورها لمصارف المياه والصرف الصحي، مع سرعة نموها وطول أغصانها، كما تفعل بقية الأمانات والبلديات مع التقدير للجهود الحالية.. ولكم تحياتي.