سنوات طويلة، ومسمى " دوري المظاليم " يرتبط كالظل بدوري الدرجة الأولى، وهو ما كان مطابقا للواقع، فالداخل إليه يعتبر أحد المفقودين، والصاعد إلى دوري الأضواء منه، يولد من جديد، عقب أن كان يعيش في نفق مليئا بالظلام. ومع تولي المستشار تركي آل الشيخ، مسؤولية الهرم الرياضي في المملكة، كان دوري الدرجة الأولى من أكبر اهتماماته، لمعرفته التامة بضرورة اجراء العديد من التغييرات فيه على كافة المستويات الفنية والتنظيمية، وبالتالي نقله إلى عالم الاحتراف الحقيقي، ليكون رافدا حقيقيا للمنتخبات الوطنية المختلفة، من خلال مده باللاعبين المؤهلين والقادرين على صناعة الفارق، خاصة وأن الكثير من النجوم البارزين في الدوري السعودي للمحترفين، كانت بداياتهم الحقيقية في منافسات دوري الدرجة الأولى. تغيير المسمى كان تغيير مسمى دوري الدرجة الأولى إلى «دوري الأمير محمد بن سلمان لأندية الدرجة الأولى»، واحدًا من أول وأبرز القرارات التي تم اتخاذها نحو نقل دوري المظاليم، الذي كان يعجّ بالفوضى والمشاكل الإدارية والمالية، إلى دوري منظم ويطبق الاحتراف الحقيقي بحذافيره. ويبدو أن فخامة الاسم كانت كافية لتحويل بوصلة الاهتمام نحو منافسات الدوري، الذي شهد ختام منافساته في الموسم الماضي، إثارة كبيرة، قلت مثيلاتها في السنوات الأخيرة. الاسم الكبير، الذي تزين به دوري أندية الدرجة الأولى، أعطاه زخمًا كبيرًا جدًا، فأصبح اهتمام إدارات الأندية المشاركة فيه مختلفًا، والحرص على الظهور فيه بمظهر مشرّف بات واضحًا، وهو ما ينبئ بموسم يُعد الأفضل على الاطلاق منذ انطلاق المسابقة. زيادة المنافسة توالت القرارات بعد ذلك، في سبيل الوصول للصيغة النهائية، التي تقود «دوري الأمير محمد بن سلمان لأندية الدرجة الأولى»، إلى مضاهاة الدوري السعودي للمحترفين، ومنها رفع عدد الفرق المشاركة في منافساته إلى (20) فريقًا، تتنافس فيما بينها بطريقة الدوري من دورين، وذلك من أجل زيادة المنافسة فيما بينها، وإعطاء الفرصة للاعبين بخوض المزيد من التحديات، القادرة على الارتقاء بمستوياتهم التكتيكية والفنية واللياقية. سقف الطموحات أعلن المستشار تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للرياضة عن تقديم دعم لأندية دوري الأمير محمد بن سلمان، يبلغ مقداره (5) ملايين ريال لكل ناد، وهو ما ساهم في رفع سقف الطموحات لدى كافة الأندية المشاركة، حتى بالنسبة لمَن كان يعمل على مجرد البقاء خلال هذا الموسم، خصوصًا فيما يتعلق بالأندية التي تشارك للمرة الأولى في منافساته، أو تعود من جديد له. ويبدو أن هذا المبلغ لن يسلّم كدفعة واحدة للأندية المشاركة في منافسات الدوري، بل على دفعات، وبعد التأكد من سلامة القوائم المالية لها، قبل تسليم كل دفعة. التنظيمات المالية وكانت رابطة الدوري السعودي للمحترفين قد أقرّت التنظيمات المالية الجديدة لدوري الأمير محمد بن سلمان لأندية الدرجة الأولى، والتي كان من ضمنها التزام رئيس النادي وأعضاء مجلس الادارة بألا يتجاوز الصرف على الرواتب والتعاقدات للاعبين السعوديين والأجانب والأجهزة الفنية وغيرهم من العاملين في الفريق الأول لكرة القدم عن مبلغ (5) ملايين ريال سنويًا، ويستثنى من ذلك أي ناد يتلقى تبرعات شخصية أو رعاية تجارية خاصة بالنادي، بشرط حصول مجلس إدارة النادي على موافقة مسبقة من الرابطة، ويتم تقديم إثبات بإيداع مبلغ التبرع أو الرعاية الخاصة في حساب النادي البنكي. كما تمّ تحديد السقف الأعلى لرواتب اللاعبين المحترفين السعوديين في دوري الأمير محمد بن سلمان، بحيث يتقاضى ما مجموعه (250) ألف ريال سنويًا، أو ما يقارب ال(20.8) ألف ريال بشكل شهري وتم الإيضاح بأن رئيس النادي سيكون مسؤولًا أولًا، وسيكون أعضاء مجلس الإدارة مسؤولين متضامنين في حالة عدم الالتزام بما ورد، حيث يتحمّلون جميع التبعات المالية والقانونية المترتبة على ذلك. زيادة المحترفين أحد أبرز القرارات المتعلقة بدوري الأمير محمد بن سلمان لأندية الدرجة الأولى تمثل في زيادة عدد المحترفين إلى (7) محترفين، بالإضافة إلى اثنين من اللاعبين المواليد، وهو ما سيساهم في تقليص الفارق الكبير، الذي كانت تعاني منه الفرق، سواء عند الصعود إلى الدوري السعودي للمحترفين، أو الهبوط منه. ويبدو أن الفرق قد حرصت على التوجّه بشكل مكثّف نحو القارة الأفريقية، التي تضم العديد من اللاعبين المتميزين، الذين يمكن جلبهم بأسعار متوسطة، فيما شهدت بعض التعاقدات التوجّه نحو القارة الآسيوية، كما ضمت قائمة اللاعبين الذين تم التعاقد معهم لاعبًا يحمل الجنسية الفرنسية، لكن أصوله تعود إلى القارة الأفريقية. مفاجآت كبيرة أما على المستوى المحلي، فقد شهدت تعاقدات الأندية العديد من المفاجآت، حيث تمكّنت أندية دوري الأمير محمد بن سلمان، من استقطاب العديد من النجوم، الذين سبق لهم تمثيل المنتخبات السعودية المختلفة، وكذلك الأندية الكبيرة في الدوري السعودي للمحترفين. ولعل أبرز الصفقات حتى الآن، قد تمثلت في نجاح العروبة في الظفر بخدمات اللاعب الدولي ولاعب الهلال والفيحاء السابق عبدالمجيد الرويلي. وضم نادي هجر حامي عرين المنتخب العراقي السابق الحارس نور صبري في صفقة سيجني ثمارها شيخ الأحساء خلال استحقاقات الدوري. مدارس كروية على الرغم من التغييرات الكبيرة الذي يشهدها دوري الأمير محمد بن سلمان خلال الموسم الحالي، إلا أن فرقها ما زالت تفضل استقطاب المدربين من الجنسية التونسية، حيث بلغ عددهم (9) مدربين، فيما احتل المدربون السعوديون المرتبة الثانية في تطور مثير، بواقع (4) مدربين، فيما تساوى عدد المدربين من فرنسا ورومانيا بواقع مدربين لكل دولة، وتوزعت المقاعد الثلاثة الأخرى ما بين السويد وبلجيكا ومصر. استعدادات متميزة بدأت كافة أندية دوري الأمير محمد بن سلمان لأندية الدرجة الأولى استعداداتها المكثفة لخوض غمار منافسات الموسم الجديد، والذي يتوقع أن يكون مليئًا بالإثارة والندية، وقد بدأت العديد من الأندية بالفعل فعاليات معسكراتها الخارجية، في الوقت الذي تستعد الأندية المتبقية للمغادرة من أجل خوض المعسكر الخارجي. واحتلت «مصر» الوجهة الأولى للأندية التي ترغب في إقامة معسكراتها الخارجية، وذلك بواقع (9) أندية، وهي: العدالة، الخليج، العروبة، الأنصار، الجبلين، هجر، الشعلة، الوشم، والقيصومة. أما «تونس»، فكانت الوجهة الثانية لفرق دوري الأمير محمد بن سلمان، وذلك بواقع (5) أندية، وهي: الكوكب، ضمك، العين، أبها، والجيل. في الوقت الذي غادرت فيه أندية الطائي إلى الأردن، والنهضة إلى جورجيا، والمجزل إلى البوسنة والهرسك، من أجل الاستعداد لمنافسات الموسم الجديد.