يمكن لمشاهير المواقع الاجتماعية أن يفعلوا الكثير من أجل خدمة المجتمع والارتقاء بمفاهيم التطوع والخدمة الاجتماعية والتكافل ومجمل العمل الإنساني والخيري، بتحويل رصيدهم من الشهرة إلى اتجاهات أكثر جدوى من الاستغراق في الذات واكتساب مزيد من الشهرة، لأنهم في الواقع يصبحون رصيدا مجتمعيا ينبغي توظيفه لمصلحة جميع الناس وليس الفرد المشهور فقط الذي قد يتعرض لتآكل شهرته وانحسارها إذا لم يتفاعل معها إيجابيا على نطاق واسع يعادل مقدار شهرته. في أمريكا يحصل مشاهير المواقع الاجتماعية على مكاسب ضخمة يحولونها إلى قيمة مضافة لمجتمعهم، فيما يكسبون المزيد لأنهم يدعمون ما يحصلون عليه من خلال العمل الخيري والإنساني، فهم من الذكاء بما لا يجعلهم يفكرون من منطلقات أنانية تدور في دائرتهم الذاتية وحسب وإنما كلما كسبوا رصيدا من متابعة الناس لهم تقدموا خطوة باتجاههم، فيفيدون ويفادون. هناك أمثلة كثيرة على نمو شهرة ومتابعة مشاهير المواقع الاجتماعية الأمريكية، وفي الأخبار أن العارضة الشهيرة كايلي جينير تتقاضى مليون دولار على كل منشور لها في إنستغرام، وهي فتاة صغيرة في سن العشرين ورغم ذلك فإنها سيدة أعمال لديها شركة مستحضرات باسمها، تبلغ قيمتها السوقية نحو مليار دولار، وذلك يدعم شهرتها في المواقع الاجتماعية حيث لديها نحو 111 مليون متابع على موقع إنستغرام، ونظير ذلك فإنها تتقاضى مليون دولار على كل منشور دعائي في صفحتها بهذا الموقع واسع الانتشار. وهناك كثير غيرها من المشاهير أصحاب الأرصدة المليونية من المتابعين والعائدات الضخمة لأي نشر أو بث تسويقي ودعائي، وكل ذلك قابل للانهيار في حال أي إساءة للشهرة أو تعارض مع دور إنساني، لذلك فهم من الذكاء بما يجعلهم متفاعلين مع المجتمع ومتطلباته، لذلك من المهم توظيف هذا النمط من التفاعل في خدمة المجتمع الذي يستجيب لأي سلوكيات أو تصرفات إنسانية دون مزايدات أو تكلف، وإنما يجب أن يتم ذلك من منطلقات إنسانية بحتة هدفها وغايتها خدمة المجتمع. يمكن لكل مشهور في المواقع الاجتماعية أن يكون مؤسسة خيرية وإنسانية ذاتية حين يخصص جزءا مقدرا من اهتماماته ونشره وبثه لقضايا المجتمع وحاجة أفراده، فهو بذلك يتكامل مع أداء المؤسسات الخيرية ويسهم بدور كبير في تلمس احتياجات الفقراء والمساكين، ويصبح أكثر قبولا وإسهاما في تحقيق مبدأ التكافل الذي يحتاج لتكامل الجميع.