علاقة انتهيت منها جمعتها في ذاكرتي ووضعتها في أرفف الوقت رتبتها بكل اهتمام أزلت عنها كل غبار وأقفلت الباب عليها عرفاناً لتلك العشرة التي جمعتنا بالقديم حتى لو افترقنا، يكفي اننا ابتسمنا معاً في بعض الأوقات. ما أجمل البدايات، ليتنا نعود كما عرفنا بَعضنَا بالبداية، لماذا البدايات لا تدوم؟ جمل كثيرة اعتدنا على سماعها، وأنا برأيي ان الناس في هذا العالم هم من يصنعون نهايتهم مع من يحبون، ان كانوا يريدونها سعيدة فلهم ذلك وإن أرادوها العكس أيضا سيحصلون على النتيجة المختارة. لنا في الحياة صفقات ولكن ليست ورقية وإنما صفقة من بني جنسنا البشري ونحن بأيدينا من نجعلها رابحة أو خاسرة، يجب ان نتعامل مع علاقاتنا وكأنها اجسادنا نحميها من كل وعكة مرضية فعدم احساننا لتصرفاتنا وسوء التعبير عما نشعر فيه بداخلنا تجاه الاخر قد يؤدي الى خراب هذه العلاقة ويجعلها تتخذ مسار الافتراق على كل الأحوال. في كل مرة أضع رأسي على الوسادة تمرني بعض الذكريات وكأنها فيلم سينمائي أو شريط فيديو يتم إعادته للوراء، مثل حكاية صديقتي حينما وجدت أغراضها الثمينة وملابسها في أكياس سوداء امام باب بيتها، مع ورقة صغيرة مكتوب عليها (انتِ طالق) وقتها قد تعلمت منها ان الطلاق في هذه الحالة ليس الا قضية حقوق لا مجال للاستعطاف والشفقة والفرص الأخرى. ان تتطلق المرأة بكرامتها افضل بكثير من ان توضع حقوقها ب(أكياس زبالة). لكني في المقابل أصبحت اتفكر ماذا لو كان الفراق بطريقة راقية كما حثنا عليها الله تعالى حينما قال «فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان». أعلم ان النهايات مؤلمة حتى لو كانت بطريقه لبقة، ولو حاولنا ان نجملها تبقى حزينة، لا أحد يستمتع بها لانها قد تحمل معها الوحدة والفراغ القاتل والشعور بعدم القدرة على الثقة مرة أخرى فهناك حكمة لاتينية تقول «حتى بعد أن يلتئم الجرح تبقى الندبة». لنجعل نهايتنا مع الجميع سعيدة حتى لو لم نستمر في البقاء معاً ليس من الضرورة أن نمتلك صلة قرابة أو ورقة قانونية من المحكمة تربطنا بهم كي نحترمهم اجبارياً، النهايات اخلاق ومقصدي هنا هو حفظ ما كان بينهم من ود وجمال العشرة حتى لو انتهت يبقى الوفاء درساً بليغاً وذكرى عظيمة للاخر بالرغم من غياب شمسها وانكسار مجداف هذا القارب الفارغ فاحترامك للنهاية ما هو الا احترام للطرف الاخر الذي شاركك مساحة من حياتك يوماً. أخيراً.. تذكر ان كل نهاية هي بداية وكل البدايات تبدأ بالنهاية!