أشاد نائب قاد الجيش السوري الحر العقيد مالك الكردي بحملة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لنصرة الشعب السوري، معتبراً هذا الموقف امتداداً لمجمل المواقف السعودية الجادة تجاه الثورة السورية، وما يتعرض له المدنيون والأبرياء من مجازر على أيدي عناصر نظام بشار الأسد وعصابته الإجرامية. الحوار الذي استمر قرابة 110 دقائق، مع الرجل الثاني في الجيش السوري الحر، وامتد لساعة مبكرة من صباح الثلاثاء، لم يستغرق الترتيب له أكثر من 48 ساعة، صحيح أن الاتصال انقطع أكثر من مرة بسبب رداءة الهوائيات الجوية هناك، أو بسبب ترتيبات أمنية، لكن العقيد مالك الكردي كان سلساً وبسيطاً للغاية، وتقبل أسئلة (اليوم) برحابة صدر، طلب عدم نشر بعض ما قاله من معلومات باعتبارها «سرية جدا» وتقتضي الأمانة المهنية الاستجابة له، ومع ذلك فلم يبخل بالإجابة عن أي سؤال. الكردي الذي تحدث ل (اليوم) من مقره المؤقت على الحدود التركية مع سوريا، اعترف بخطورة الوضع على الأرض في بلاده، مشيراً إلى أن المشكلة الرئيسة تكمن في أن بعض الكتائب يأتمرون بتعليمات داعميها، وقال: إن الأمر يحتاج الى جهود جبارة للسيطرة على الفصائل المختلفة. أشار أيضاً إلى أن الطائفة العلوية للأسف، لا تزال تنجر وراء مزاعم وأكاذيب الأسد، حيث يستخدمهم كفزاعة لضمان تمترسهم وراءه، وأنه رغم العديد من التطمينات التي أرسلت لهم، إلا أنهم لايزالون يحاربون مع النظام، ووصف العملية الأخيرة التي زلزلت أركان النظام عبر تفجير مقر الأمن القومي، بأنها بداية لسلسلة أخرى مقبلة، وجدد رفضه أي حل سياسي لا يشمل محاكمة الأسد وزمرته عقب تنحيهم عن السلطة. دون إطالة .. إليكم أبرز ما في الحوار : التقدير والاحترام ** قبل الدخول في التفاصيل.. ما رأيكم كجيش حر في الحملة التي أعلن عنها خادم الحرمين الشريفين لنصرة الشعب السوري التي بدأت اليوم (الاثنين)؟ صراحة إن هذه الحملة ليست غريبة على الشعب السعودي، ولا عن خادم الحرمين الشريفين جزاه الله كل خير فقد كان منذ بداية الثورة داعماً لثورتنا والشعب السورى من ورائه، ولم يقصر جهداً.. كنا ندرك كل الدعم الذى قدمته المملكة قيادة وحكومة وشعبا للشعب السورى، وهذه الحملة تأتي تعبيراً عن الترابط بين الشعبين السعودى والسورى، وعلى ان هذين الشعبين الشقيقين جزء واحد لا يتجزأ من العالم الإسلامى، وما يضطلع به خادم الحرمين الشريفين من مسؤوليات أمام العالم الإسلامي، كلها أعمال مشرفة، أكرمه الله بها، وله فى قلوبنا التقدير الكبير والاحترام والتبجيل لجلالته وللشعب السعودى. صدقني، لا خروج آمن لبشار أبداً، أنا قلت المحاكمة العادلة، بداية ممن أعطى الأمر وانتهاء بمن نفذ على الأرض، أكرر.. سنقبل الحل السياسي، بشرط محاكمة بشار والنظام وكل قياداته وكل من شارك في إراقة الدماء، الحل الذي نراه، أن يتنازلوا عن الحكم ويتوقفوا عن قتل الشعب، ويخضعوا للمحاكمة، إذا قبلوا فأهلا بالحل السياسي، أما غير ذلك فلا. عملاً مدفوعاً ** كيف ترى ما قيل عن عودة العميد مناف طلاس إلى دمشق، بعد أن خرج منها؟ هل تعتقد أنها كانت تصب في إطار خطة دولية لإقرار تنازل الأسد لمجلس عسكري .. وفشلت؟ طبعاً، هذا الأمر ليس مؤكداً بشكل قاطع، لكن مناف طلاس لم ينسق مع الجيش السورى الحر. كما أنه لم يطلب الانضمام إلينا، بالإضافة الى انه دخل الأراضى التركية بطريقة غريبة عجيبة وخرج دون ان يدري به أحد. وبمجرد أن وصل إلى الحدود، استقبله أشخاص لا نعرفهم، ادعوا أنهم من المخابرات التركية، فى حين أني شخصياً اؤكد انهم لم يعلموا على الإطلاق بمجيئه، إذا .. هناك شىء مبيت يطرح تساؤلات متعددة حول سبب مجيئه بتلك الطريقة، والاحتمال الاكبر بالنسبة لنا أن يكون عملاً مدفوعاً من أجل احتواء الثورة والالتفاف عليها، بترتيب النظام وبالتنسيق مع أطراف دولية. وربما تكون عودته بسبب فشل خطته حيث إن المعارضة السورية السياسية والعسكرية تنبهت إلى حقيقة مناف طلاس، وفشله في الحصول على أي دعم أو تأييد جعله يعود أدراجه مع أبيه مرة أخرى. محاكمة الجميع ** بمناسبة الحديث عن خطة وغيرها .. هل يعني ذلك فشل أي بادرة أمل لحل الأزمة سياسيا ؟ - كي أكون صريحاً، الحل السياسي إذا كان يتضمن سقوط النظام، أي بشار الأسد ورجاله فى الأجهزة الامنية دون أى استثناء وقيادات مهمة فى الجيش، وكذلك حزب البعث الذى له اولوية فى كل شىء، عندها يمكن ان نقول: إننا سنصل إلى حل سياسي، بشرط ان يتضمن ملاحقات للأشخاص المسؤولين عن جرائم القتل والتهجير والتعذيب والاغتصاب. ** أفهم من ذلك أنكم على استعداد لقبول حل سياسي ولو بشكل ما؟ نعم، أعود وأكرر، أننا في الجيش السورى الحر على استعداد لقبول أى حل سياسي، لا يتضمن أي تفريط في حقوق الشعب السوري، وشهدائه، شرطنا محاكمة بشار ورجاله وقياداته وكل من تسبب فى إراقة دماء الشعب السورى. كرسي الحكم ** .. ولكن، ألا يعني هذا تراجعاً عن إصراركم فى إسقاط بشار بالقوة ؟ - لا .. لا لم نتراجع.. لكن السؤال: هل سيقبل بشار وزمرته النزول من على كرسي الحكم وتسليم أنفسهم للمحاكمة ؟ إذا كان ذلك فالنتيجة واحدة، ربما بهذه الطريقة سنكون حفظنا دماء السوريين. إراقة الدماء ** عفواً.. أعتقد ان أي حل سياسي من هذا النوع سيكون بضمانة الخروج الآمن الذى عرضه العرب؟ - صدقني، لا خروج آمن لبشار أبداً، أنا قلت المحاكمة العادلة، بداية ممن أعطى الأمر وانتهاء بمن نفذ على الأرض، أكرر .. سنقبل الحل السياسي، بشرط محاكمة بشار والنظام وكل قياداته وكل من شارك في إراقة الدماء، الحل الذي نراه، أن يتنازلوا عن الحكم ويتوقفوا عن قتل الشعب، ويخضعوا للمحاكمة، إذا قبلوا فأهلا بالحل السياسي، أما غير ذلك فلا. التحرك الدولي ** لو عدت للوراء خمسة أيام، حيث الضربة التي زلزلت النظام، بتفجير مبنى الأمن السورى .. كيف ترى هذه العملية أولاً ؟ - فى اعتقادى أن العملية كانت تتويجا للمرحلة التى سبقتها بيومين، ألا وهى دخول دمشق بعدة كتائب دمشقية من ريف دمشق وساعدتها عدة كتائب من محافظات أخرى، وكانت العملية بكاملها رداً على المجازر الكثيرة التى ارتكبت فى سوريا وآخرها مجزرة التريمسة ورافقتها فى نفس اليوم مجزرتان أخريان لم يُسلط عليهما الضوء لكثرة ضحايا مجزرة التريمسة، إحداها في إدلب. أما الأخرى فكانت في مفرق الزوبار التي استشهد فيها 36 مواطنا .. في استهداف 3 حافلات مدنية، ولأن الرد الدولي لم يكن غير الصمت الرهيب أمام كل تلك المجازر، فكان إحباط الشعب السورى هو سيد الموقف، لذا صدر قرار من الجيش السورى الحر بالرد وبأقصى سرعة، وهو ما لبته الكتائب على الفور. علمنا من خلال مصادرنا بأن خلية التآمر التي اسمها إدارة الأزمة ستجتمع، بعد التتبع والرصد والمراقبة، كان القرار، علمنا بان هذه الخلية تتردد بشكل متكرر تجاه مكتب الأمن القومي، وتم التجهيز بشدة للعملية وكانت النتيجة كما رأيتم، وهذه العملية هزت أركان النظام بشكل واضح، وجعلته فى حالة ارتباك كبيرة وأضعفت معنوياته، وجعلته فى حالة هستيرية، على العكس من ذلك ارتفعت معنويات الجيش السورى الحر، والشعب السورى بات مزهواً بتلك العملية. كل هذا أدى إلى انشقاقات مهمة فى صفوف الجيش أربكت وأضعفت النظام أكثر، طبعاً، نتيجة لقلة الإمكانات لدينا، واستخدام النظام الأسلحة الثقيلة والمدافع والطائرات كان لابد من مناورة من الجيش الحر لأسلوب حرب العصابات، والأوامر كانت بالتحرك وعدم المناورة المباشرة من أجل التحضير لعمليات جديدة. مسؤوليتنا نحن ** .. ولكن هناك الكثير من الفصائل أعلنت مسؤوليتها عن التفجير، خاصة جماعات إسلامية؟ يجب أن أوضح أن الجيش السوري ليس بمفرده، فهو بمكوناته الذى يتكون منها ومجموعات من كل الاطياف، والذى قام بالعملية هو كافة الكتائب الموجودة فى دمشق وريفها لان مثل هذه العمليات تنفذ بشكل جماعي، لأنها تحتاج لمراقبة تحركات الخلية المذكورة على كافة المحاور، وهذا يتطلب عمل كافة الكتائب الموجودة فى المحافظة، ودائماً لا يكون منفذها من أطلق الرصاصة، بل كل من حضّر ورتب لهذه العمل لذلك فهى عمل جماعي. ** سؤالي واضح عقيد مالك، هناك من يشكك في قيامكم بالعملية؟ أؤكد لك، أنها من الجيش السوري الحر، تخطيطاً وتنفيذاً، وربما يكون التضارب مقصوداً لهدف تكتيكي، دعني لا أفصح عنه الآن، ربما أشرح لك، لكن ليس للنشر أرجوك. عقر النظام ** وماذا عن دعوات من قيادات بالداخل تدعو العسكريين والقيادات في الخارج للعودة والقتال معهم ؟ - أولاً أنا لا أقول : هناك قيادات فى الخارج، القيادات الموجودة على بعد بضعة أمتار على الحدود، وهي تخطط باستمرار للداخل، وأنا مرات عديدة تحركت بالداخل، وتصادف أن كانت كاميرا الجزيرة موجودة فوثقت الجولة، وتم تصويرنا، كان ذلك رسالة للنظام اننا موجودون فى أهم معاقله، فى ريف منطقة اللاذقية وداخل عقر دار النظام، وليس شرطاً أن تكون القيادات داخل أو خارج سوريا، المهم أن تكون فى المكان المحدد والملائم، فعلى سبيل المثال لو كانت القيادات فى أدلب أو دمشق فإنها بمقدورها أن تقود العمل فى كافة سوريا، وإن كانت على الشريط الحدودي فهي كذلك، وهناك وسائل اتصالات عبر سكايب وآخره، لكن القيادة تكون فى وضع آمن أكثر. وكما تعلم فى سوريا لا يوجد مكان يوجد نستطيع ان نقول: يوجد به الجيش السوري الحر بالمطلق، أو النظام بمفرده، وأؤكد ان هناك عملية تشابك وتحرك مستمر من قبل الطرفين، لكن الديناميكة الحركية للجيش السورى الحر، الذى كما قلت: يقاتل بأسلوب حر ويتطلب تحركا مستمرا ولا يمكن وضع قيادة ثابت فى مكان محدد فى المرحلة الحالبة .. والآن كامل الأراضى للجيش السورى الحر والنظام لا يسيطر إلا على الثكنات والدبابات. ضعف النظام ** ما وضع نظام بشار الأسد الآن خاصة بعد تعيين وزير جديد للدفاع كان أول تصريح له أن اتهمكم بالإرهاب وهدد باستئصالكم؟ - هذا بالطبع يدل على ضعف النظام وعجزه وتخبطه، وإن كل الإتهامات التى يكيل بها إلينا باننا إرهابيون وننتمي للقاعدة، فنحن نطرح سؤالاً : هل أصبح الشعب السوري كله إرهابياً ؟ الآن لا توجد مدينة إلا وقد انتفضت على النظام، وان عدد العسكريين المنشقين تجاوز 100 ألف، وهذه معلومة مؤكدة، ولا يوجد بهم أحد من العلويين، وأيضأ تعداد الجيش النظامي كان 450 ألف ما بين جيش وشرطة ومخابرات. الانشقاق والانضمام ** عفواً.. معلوماتى المتواضعة تشير الى ان الطائفة السنية تمتلك فقط 10بالمائة من الجيش .. فكيف يكون عدد المنشقين 100ألف؟ صحيح أن نسبة الطائفة السنية فى الجيش لا تتخطى حاجز العشرة بالمائة، لكن هناك نسب يجب ان تعرفها وهو 80 بالمائة من الجيش من السنة للأفراد، و10 بالمائة للضباط، وصف الضباط من 20 25بالمائة تقريباً، والعسكريون والرتب الرفيعة نحو 600 700 ضابط. كما أن عدد المنشقين كثيرا لكن ما انضم للجيش السورى الحر 50 ألفا، وليس بالضرورة من ينشق ينضم للجيش السورى الحر، وهناك من بقي خارج البلاد، فمثلاً فى الشهور الأولى للثورة كان عدد المنشقين فى الشهر الثالث نحو 9 آلاف، وكانت هناك حركة بطيئة فى الانشقاق، وأعطيك معلومات مسربة من مكتب وزير الداخلية القتيل محمد الشعار نفسه، ان عدد المنشقين من قوات الشرطة بعد الأيام الأولي فى حمص تجاوز الأربعة آلاف.. فلك ان تتخيل حجم الانشقاقات. السلاح الجوي ** بم تبرر ضعف الانشقاقات فى سلاح الجو أو الطيران .. وأن معظم المنشقين من المدفعية والمشاة والبحرية؟ - للامانة سلاح الطيران، يوجد به عدد لا بأس به من المنشقين مقارنة بظروفه وحجمه، وتحديد من 20 25 طيارا، وأعتقد انه ليس أمرا قليلا، ويجب أن نضع فى الحسبان ان النظام ينتهج أساليب خاصة، اليوم قال لى أحد الطيارين: إنه كان يتمنى ان ينشق بطائرته ولم يوفق، وعندما سألته: لماذا؟» قال لى: منذ أكثر من 4 شهور لم يسمحوا له بالصعود لطائرته. هل تعلم أن كل طيار يستشعرون احتمال انشقاقه، يخضع للمراقبة، ولو تلاحظ أن الطيران الحربي قليلاً ما يطير بالأجواء، قبل أن يطير، يرسلوا عناصر أمنية محملة بالسلاح خلف الطيار، إضافة إلى مساعدين آخرين، وذلك أيضاً ينطبق على الزوارق البحرية. لم يبق أحد من القادة السنة للوحدات البحرية تم تسريحهم وعزلهم. لم يبق إلا القادة العلويون ليس هذا فقط ، بل أؤكد أن قادة كل الزوارق البحرية انشقوا ولم يتبق سوى اثنين أو ثلاثة. بالنسبة للطيارين هناك إجراءات صرامة وقيود مشددة حتى على الخروج من الثكنات لدرجة أن الأوامر صدرت بإطلاق الرصاص على كل عسكري يحاول التحرك من الثكنة، المسألة ليست سهلة، وعملية الانشقاق معقدة جداً. وخلال انشقاقي أنا شخصياً، ظللت 4 أشهر أتنقل بأهلي من مدينة لأخرى .. حتى استطعت تأمينهم. أنتم والعلويون ** ماذا بشأن أقوال تبرر تمترس الطائفة العلوية خلف بشار، خوفاً من انتقام السنة فيما بعد ؟ طبعا النظام هو من أقنع الطائفة بهذه الفرضية. إنه لو سقط سنذبحهم جميعاً، علما بأنه منذ بداية الثورة، تحدثنا عن الوحدة الوطنية، وضرورة أن يكون الخير لجميع السوريين دون تمييز. كما لا تؤخذ طائفة أو عائلة بجريرة مخطيء أو مذنب. الواقع الفعلي لسوريا يجبر الجميع على التعايش التاريخى، والإسلام دين تسامح يستوعب الجميع، وهى حقيقة تاريخية. ** بمناسبة التعايش أعتقد أنكم تتحملون الخطأ الأكبر لأنكم لم ترسلوا تطمينات للطائفة العلوية .. وتركتموهم ينساقون وراء النظام.. لماذا؟ يا سيدي، من قال ذلك؟ نحن أرسلنا إليهم تطمينات متعددة، وقبلنا الحوار معهم، وكانت هناك شخصيات سياسية منهم في المجلس الوطني، مثل وحيد الصفا، ومنذر محمود، واكدنا لهم اننا نتقبل الجميع، والجيش السوري يردد ويطلب من العلويين الانضمام للثورة، وليجرب أحدهم ان ينشق، وهناك بالمناسبة شخص واحد للانصاف من الطائفة العلوبة منشق فى الأردن وهو صف ضابط من المخابرات وكان يعمل مديراً لمكتب المخابرات السورية، وهو وجد ترحاباً كبيراً، وحاولنا ان نتواصل مع عسكريين من الطائفة العلوية لكن النظام ضبطهم ولا نعرف كيف تعامل معهم بصراحة. لم يوفق ** سيادة العقيد .. أعلم أن هناك خلافات كثيرة بينكم وبين المجلس الوطني، لدرجة أن قيادياً بالجيش الحر، قال لي شخصياً: إنه يتهم بعض الأعضاء بالعمالة للنظام .. ما استراتيجيتكم في التعامل مع المجلس؟ وهل تعتقدون أنه قادر على قيادة المعارضة بشكلها السياسي دولياً ؟ أعترف لك بأن المجلس الوطني السوري لم يوفق كثيراً فى مهامه وأن هناك قصوراً فى عمله، كنا نتمنى أن يكون أداؤه أكثر فاعلية مما هو عليه، لكن نحن نقول: لا بديل عنه في المرحلة الراهنة، نحن نحتاج إلى تضافر العدد الأكبر من التيارات المعارضة. كما ان هناك شخصيات فى المجلس الوطنى تاريخية فى المعارضة ولها ثقلها ووزنها ونحترمها كثيراً. صحيح أن هناك البعض داخل المجلس يقومون بالتصيد، حتى على زملائهم، وهذا شأن أي مجلس أو تكتل. ضعفاء وليسوا عملاء ** أفهم أنك تؤكد أن النظام نجح في زرع عملاء داخل المجلس؟ أنا لا أستطيع أن أقول : تم زرع عملاء، لكني أريد تشخيص حالة المجلس الوطني. لابد أن نعرف أن داخل المجلس اتجاهان للمعارضة، أحدهما داخلي والآخر خارجي، بالنسبة لمعارضة الداخل ينبغي أن نعرف أنهم ضحية نظام همّشهم، وأبعدهم، ولم يسمح لأحد من الشخصيات الهامة بان تظهر فى سوريا، كلما برز شخص دُبر له شىء، من بقي حتى فى أحاديث السياسة هى معارضة ضعيفة فى قوتها ومعلوماتها وثقافتها. أما معارضة الخارج، فهى موزعة فى كل الدول، تأخذ ثقافتها ومضى عليها أكثر من 30 عاماً مما جعلها فى انفصال عن الواقع، وضعف إحساسها تجاه الداخل، بسبب بعد الفترة الزمنية، وبالتالي أصبحوا ينظرون إلى أمورهم الخاصة أكثر من القضية العامة. وقد وجهت سؤالاً لبعضهم : هل أنت سوري أم تركي، أم أي شيء حسب جنسيته ؟ لتجد انه يقول: إنه تركي، أو فرنسي أكثر منه سوري! وذلك بطبيعة الحال بسبب البعد الزمني، ومع ذلك تجده يقول: « أريد أن أبقى مترابطا مع سوريا وأرغب عندما أعود لسوريا في ان يكون لي بيت أزوره فى الصيف» ، ما يدل على انه فى انفصال كبير عن الواقع، لذلك لا ترى هذا الاندفاع تجاه مصالح الثورة من جانبهم، لذلك لا أسميهم عملاء بقدر ما أسميهم ضعف فى الأداء. فوضى ومشاكل ** بصراحة وأنت الرجل الثاني في الجيش الحر .. هل تعتقدون أنكم قادرون على إسقاط الأسد؟ لنكن صرحاء، الوضع فى الساحة السورية معقد جداً، والجيش السورى الحر يعانى مشكلة كبيرة، ألا وهي تعمد إضعافه، وجعل يده مغلولة إلى عنقه، بعدم تسليحه، إضافة إلى الفوضى المنتشرة التى تعززها فيما أعتقد أطراف إقليمية ودولية، كذلك أخطاء فادحة ارتكبها معارضون سوريون لهم تأثير فى مجرى الثورة .. هذه الفوضى أثرت كثيراً على واقع الثورة، والجيش الحر. ** عفواً.. فوضى مثل ماذا؟ وشخصيات مثل من ؟ أقول بصراحة : إن أكبر خطأ هو توجيه الجهات الداعمة للتمويل المباشر للكتائب على الأرض الأمر الذي سبب تعددية القرارات، للأسف، أصبح تمويل بعض الكتائب أكبر من تمويل الجيش الحر نفسه، والأخطر، أنها بدأت تتلقى أوامرها من الداعم، بشكل مباشر، ولك أن تتصور كيف أن كتيبة واحدة مثلاً تتلقى دعمها من مصدرين أو أكثر، وبالتالي تتلقى أوامر من أكثر من شخص، ولو علمنا أن بعض هذه المصادر تنتمي لتيارات فكرية مختلفة، ندرك حجم الصراعات والاختلافات والقرارات غير الموحدة، وهذا ما كنا حذرنا منه منذ بداية الثورة، وكنت شخصياً أطلب من السياسيين والداعمين، ان يركزوا الدعم للقيادة العليا، لكن للأسف لم نحصل على ذلك، ومع ذلك، نصر على مواصلة الكفاح حتى اسقاط النظام بمختلف قوى المعارضة والإرادة القوية. أما إسقاط النظام فسيتم خلال فترة قريبة إن شاء الله، لأن الجيش السوري الحر نجح في خلخلة النظام وعملياً نتقدم كثيراً. خلل كبير ** تعني أن هناك خللا في السيطرة على الكتائب؟ بالتأكيد نحن نعترف بهذا الخلل بسبب ما يجري، ونكون هناك محاولات لتجاوز ذلك الخلل بتوعية العناصر، والاتفاق على المشترك العام، وتجنب سبل الخلاف. إعادة البناء ** ما رؤيتك لوضع الجيش السوري الحر بعد سقوط الأسد؟ بعد سقوط بشار ستتم إعادة بناء الجيش الوطني من جديد، والجيش الحر سيساهم فى بناء هذا الجيش، حيث ستتم استعادة العسكريين إلى وحداتهم وتنظيف الجيش السورى من العناصر سيئة السمعة، وإعادة تشكيل الوحدات بشكل يتناسب مع الجيش ووضع البلاد، وإمكانيات التسليح الجيدة التى سعتمد عليها الجيش مستقبلاً. مفاجآت مقبلة ** سٌربت معلومات تفيد بأن هناك عملية مرتقبة في ذكرى غزوة بدر ؟ لا أستطيع أن أؤكد لك التاريخ، لكن أتفق معك على انه سيكون هناك المزيد من المفاجآت فى الفترة المقبلة. ** سؤال أخير عقيد مالك : ما معلوماتكم الأخيرة حول المقدم حسين هرموش قائد الجيش الحر السابق؟ رغم ادعاء النظام المجرم أنه قتله، إلا أن آخر معلومة مؤكدة عندي، مفادها أنه كان على قيد الحياة حتى الأشهر الثلاثة الماضية، ولا أعرف الآن مصيره بدقة.