حُزِمت الحقائب وتفرّق الجمع وانتهى حلم 736 لاعبا حضروا من خمس قارات، حاول الجميع كل حسب امكاناته وقدراته وطموحه، فمنهم مَنْ تساقط من الدور الأول، ومنهم مَنْ تعثر بدور الستة عشر، ومنهم مَنْ صعب عليه بلوغ نصف النهائي حتى وصول منتخبي فرنساوكرواتيا لنهائي كأس العالم 2018. منتخب فرنسا ذو الانضباط التكتيكي والتحرك المدروس بلا استنزاف لجهد اللاعبين، ومنتخب كرواتيا الطموح، الذين حضروا بلا ضغوط وبلا مطالبات، وحوّلهم مديرهم الفني زلاتكو الطموح الى كتيبة قتال تحارب بالميدان حتى تم استنزافها ب90 دقيقة إضافية بقيادة فارسها لوكا مودريتش قبل بلوغ النهائي. في النهاية، كسب مَنْ يستحق المنتخب الفرنسي، نبارك لهم فقد امتعونا في عزف موسيقي وإدارة فنية لمسرح العمليات في كل مواجهاتهم بطريقتهم الخاصة وبإيعاز من الداهية ديدييه ديشان وتنفيذ من العمود الفقري للمنتخب الرسام والخلاق بوجبا وجريزمان رمانة وميزان اللعب، والرصاصة مبابي الذي يسابق الريح. • شهد كأس العالم حدثاً تاريخياً جديداً، حيث تم استخدام تقنية VAR لأول مرة في تاريخ البطولة، وقد تعرضوا لانتقادات لاذعة ولكنها حتما صنعت لنا إثارة جديدة وردود فعل مثيرة أثناء المباريات، وقد كان لها الأثر الكبير في مساندة الحكم داخل الملعب فقط نحتاج كثيراً من الوقت في تطبيقه واستخدامه، حتى يتضح لنا أكثر مدى ايجابياته من سلبياته لنعطي حكماً موضوعياً عليه. • يتكون فريق تقنية الفيديو: من حكم مساعد الفيديو ومساعديه الأربعة وبالإضافة لمشغلين الإعادة، وعدد الحكام المختصين لهذه التقنية ثلاثة عشر حكماً مختصاً. فريق تقنية الفيديو يدعم الحكم في اتخاذ القرارات في اربع حالات فقط: 1- الأهداف. 2- ضربات الجزاء. 3- الكروت الحمراء. 4- الأخطاء. وذلك طيلة المباراة يتحقق فريق تقنية الفيديو ويتم التواصل مع الحكم فقط وهو صاحب القرار في إيقاف اللعب وطلب الإعادة وللتواصل مع تقنية الفيديو بإشارة الحكم لأذنه كدلالة بأنه يحتاج لدعم تقنية الفيديو وإذا أراد مراجعة الحالة يقوم برسم مخطط تليفزيوني بيديه. وبذلك يتعرف الحكام المساعدون على ان حكم الساحة يحتاج لتقنية الفيديو ومن ثم يذهب للتأكد بنفسه. • غياب منتخبي ايطالياوهولندا غياب مؤثر جماهيريا وفنياً. فغياب هولندا أصحاب الكرة الشاملة حتماً فقدناهم وقد قدمت لنا هولندا في أزمنة مضت أسماء كبيرة في تاريخ كرة القدم مثل: يوهان كرويف وماركو فان باستن ودينيس بيركامب ورود خوليت وفرانك ريكارد ورونالد كومان ورود فان نيستلروي وشنايدر وروبين وفان بيرسي وغيرهم. كذلك ايطاليا المدرسة الدفاعية الصلبة، التي في وقت مضى هزمت أعتى وأقوى المنتخبات العالمية، وقدمت لنا في أزمنة مضت أسماء كبيرة مثل: جياني ريفيرا وفرانكو باريزي وجاشينتو فاكيتي وباولو روسي وروبيرتو باجيو ودينو زوف ووالتر زينجا وألساندرو ألتوبيلي وروبيرتو دونادوني ولويجي ريفا وباولو مالديني وغيرهم. • صدمت اسبانيا وألمانيا الجماهير بمستوياتهما الباهتة فقد انتهى جيلان عظيمان وننتظرهما في 2022 بأسماء جديدة، بداية من كأس أوروبا القادم. • روسيا وعلامة الاستفهام، تصنيفها بالفيفا لا يعكس ما قدمته من اداء قتالي وقوة بدنية. • أوروبا للمرة المليون تؤكد لنا أن كرة القدم صناعة وأنها صاحبة المصنع والتكوين الممنهج والاحترافي. • روسيا استثمرت استضافتها لكأس العالم بالتعريف بمدنها وتاريخها الحضاري، وشعبها الذي قدم نفسه كأحد نجاحات البطولة.