لم يمر صباح السبت الماضي بشكل عادي على مثقفي المملكة خصوصا المسرحيين، بعد أن سمعوا خبر رحيل الكاتب المسرحي الكبير محمد العثيم الذي ووري الثرى يوم أمس الاول بعد صراع طويل مع المرض، فيما أديت الصلاة عليه في جامع الراجحي بمدينة الرياض. عمل العثيم كمحاضر في قسم الإعلام بجامعة الملك سعود بالرياض، وكتب في الصحافة بشكل منتظم لأكثر من 30 عاما، وقام بتنفيذ الكثير من الأعمال التلفزيونية، وصدرت له أربعة كتب، ثلاثة في المسرح والنقد والرابع رواية، وبلغ عدد مسرحياته أكثر من 45 مسرحية ومسلسلين، فيما عرف عنه توظيف الأسطورة في نصوصه وأعماله المسرحية. ذكريات جميلة في البداية قال الفنان احمد الهذيل: رحل الأخ والصديق المبدع محمد العثيم عن عالمنا الدنيوي المتلاطم إلى عالمٍ أكثر سكينة ورحمة، فيما ستبقى الذكريات الجميلة التي جمعتني به، وما خلّفه من عطاء شاهدا على عطاء فارسٍ ترك بصمته على الساحة. الرهان على الشباب من جهته أكد الكاتب والناقد أثير السادة على أن العثيم طيلة مشواره يراهن على الشباب، ما يجعله دائم الاهتمام والاحتضان والتشجيع للمواهب الشابة، ليكون كالاب الحنون عليهم. وقال: كثيرون من مروا بالمسرح ليهجروه، فيما بقي الراحل متمسكا به كحلم طويل، سعى وشارك في افتتاح قسم المسرح بجامعة الملك سعود بالرياض، وكان أكثرهم حزنا على اغلاقه وطي صفحاته لاحقا، ليفتتح له خيمة في فناء جمعية الثقافة والفنون بالرياض ليجمع بها الشباب المهتم بالمسرح ليشجعهم ويحفزهم على الإبداع. حوارات شاعرية المسرحي عبدالعزيز السماعيل قال عن الراحل: لا احد يستطيع ان يكتب حوارا مسرحيا بشاعرية عالية كالكاتب محمد العثيم الذي صادقته منذ مسرحية «تراجيع» عام 1413ه التي نفذتها جمعية الثقافة والفنون بالدمام ومثلت المملكة خير تمثيل في اكثر من مناسبة ومهرجان محلي وخارجي، تحاورنا وتجادلنا كثيرا واختلفنا واتفقنا حول المسرح ايضا، ولكن لم يتغير رأيي فيه أبدا، فهو الانسان البسيط والغيور على المسرح. تأصيل المسرح من جانبه قال الكاتب المسرحي عباس الحايك: الحديث عن المسرح السعودي يجبرنا على الوقوف عند تجربة الكاتب محمد العثيم الذي يعد أحد أهم رواد كتابة النص المسرحي الحديث، حتى وان انشغل بمسألة التأصيل، حيث ان مجمل نصوصه انحازت للفلكلور وجعلته إحدى أيقونات المسرح السعودي. سيد الأسطورة عدد الكاتب المسرحي إبراهيم الحارثي بعض الالقاب التي اطلقت على الراحل ومنها: «شيخ قبيلة المسرحيين السعوديين»، «سيد الأسطورة» وقال: استسلمت الأبجدية له، وتيممت صوب نصوصه المسرحية، حيث كان يضخ فلسفته في كل نص مسرحي. وأضاف: رحل العثيم تاركًا بين أيدينا 45 نصًّا مسرحيا، رحل وهو يحلم بأنه لو كان بالإمكان أن يُعطينا المزيد، رحل وهو يدفعنا لحب المسرح، رحل وهو يضخ في شرايين المسرح الأمل فكان من القلائل الذين أخلصوا لفنّهم وآمنوا بأن المسرح يعكس مدى تطور الذات.