ستبدأ سيرلانكا في تطبيق عقوبة الإعدام على تجار المخدرات، لتضع حدا لوقف تنفيذ أحكام الإعدام منذ نصف قرن تقريبا، ووعد المسؤولون صراحة بتكرار تجربة الفلبين في حربها الشرسة ضد تجار المخدرات، التي وصفوها بالناجحة. وقالت صحيفة «الجارديان» البريطانية في تقرير لها: من المؤكد أن قرار سيرلانكا أن تحذو حذو الفلبين وتتخذها أنموذجا سيواجه بانتقادات شديدة، مشيرة إلى مقتل ما يقارب 4200 مشتبه به في تجارة المخدرات، أثناء حكم الرئيس رودريجو دوتيرتي، وتقول منظمات حقوق الإنسان: إن العدد الحقيقي يمكن أن يكون ثلاثة أضعاف الرقم المعلن على الأقل. وقد أعلن رئيس سيرلانكا مايثربالا سيرسينيا عن قراره باتباع أنموذج الرئيس دوتيرتي، وقال لمجلس الوزراء: إنه مستعد للتوقيع على مذكرات الإعدام لمرتكبي جرائم متكررة لتهريب وتجارة المخدرات. وقالت المتحدثة باسم الرئيس السيرلانكي، راجيتا سيناراتني: من الآن فصاعدا سنعدم تجار المخدرات ولن نخفف الأحكام الصادرة ضدهم. وكانت سيرلانكا قد خففت أحكام الإعدام في الجرائم الخطيرة والمتعلقة بتجارة المخدرات إلى السجن مدى الحياة منذ 1976 عندما نفذت آخر عملية إعدام. وأشارت سيناراتني إلى أن هناك 19 من المحكوم عليهم بالإعدام في قضايا المخدرات لم تخفف أحكامهم إلى السجن، فيما لفتت تقارير وسائل الإعلام المحلية إلى مواجهة هؤلاء المدانين أحكاما بالإعدام. وتقول السلطات: إن هناك حاجة لمقاربة أكثر صرامة لمحاربة الزيادة في الجرائم المتعلقة بالمخدرات وتجارتها. واستشهدت المتحدثة باسم الرئيس بقضية هذا الأسبوع، التي كشفت ترتيب تاجر مخدرات مدان خفف حكم الإعدام الصادر بحقه إلى المؤبد لاستيراد 100 كيلو جرام من الهيرويين وهو خلف القضبان. وقالت: إن الفلبين قد نجحت في نشر الجيش والتعامل مع هذه المشكلة، وسنحاول تكرار نجاحهم. وذكر بعض الوزراء في سيرلانكا مشكلة المخدرات المتنامية في البلاد وضرورة اتخاذ قرار مشدد حيالها، وقالوا: إن البلاد أصبحت نقطة عبور مهمة بشكل متزايد لتهريب المخدرات. وفي 2016 ضبط مكتب مكافحة المخدرات في سيرلانكا أكثر من 900 كيلو جرام من الكوكايين على متن سفينة في كولومبو متجهة إلى الهند، وتعد هذه الشحنة الأكبر في المنطقة.