قال عميد كلية الآداب رئيس أدبي الأحساء د. ظافر الشهري: «جاء تسجيل واحة الأحساء ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي في اليونسكو نتيجة طبيعية للدعم الكبير من لدن مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، والمتابعة الدؤوبة من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان الرئيس العام للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وما يوليه كل من صاحب السمو الملكي الامير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية، وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الامير أحمد بن فهد بن سلمان، وسمو محافظ الأحساء لهذه الواحة من دعم ومتابعة لمشروعات التنمية فيها، والرقي بها لمصاف التطوير والتحديث مع المحافظة على الهوية التراثية والثقافية والتاريخية لهذه الواحة المباركة». وأكد أن الأحساء مخزن كبير لمعطيات الثقافة والتراث منذ عصور بعيدة، حيث تجذرت هنا في الأحساء صور عريقة من منجزات الإنسان الثقافية والتراثية منذ القديم، فأنجبت هذه الواحة كثيرا من الشعراء والأدباء والمؤرخين والعلماء وأصحاب الحرف التراثية، ولا تزال ولادة بالمبدعين في شتى الآداب والفنون والثقافة والتراث في جو من التعايش والوطنية والولاء وصدق الانتماء، هنا جاء هذا المنجز الحضاري الإنساني العالمي لأحساء الخير كي تقدم صورة نموذجية لتراث حضاري إنساني ترعاه وتصونه وتدعمه الدولة، وفقها الله، ففي الأحساء يجد المواطن والزائر والمقيم بغيته سواء من حيث الأدب الراقي شعرا ونثرا، أو من حيث الثقافة بمصطلحها الواسع وكذلك التراث الإنساني العريق الفريد في هذه الواحة الغناء، فلا غرابة أن يتم تسجيل الأحساء ضمن منظومة التراث الإنساني العالمي، وإنما الغرابة ألا يتم ذلك وقد تم ولله الحمد. واستطرد: إن سعادتنا كمواطنين في هذه الواحة الغالية على قلوبنا جميعا بهذا الإنجاز لا توصف وتأتي من كون العالم في مساره الثقافي والتراثي آمن بأن حضارتنا وتراثنا في هذه البلاد المقدسة سواء في الأحساء أو في غيرها من مناطق المملكة هو إرث حضاري إنساني مثالي لا يمكن إغفاله أو تجاوزه في عالم اليوم، وأن أبناء هذه البلاد الطاهرة لم يعيشوا في يوم من الأيام على هامش التاريخ، بل هم شركاء ومبدعون في صناعة الحضارة والحفاظ على مقوماتها وتقديم معطياتها للعالم بأنصع صورة كي تضيف للتراث الإنساني العالمي صورا مشرقة ضاربة في أعماق التاريخ من جوانبه الإنسانية المشرقة. وختم: نبارك لأنفسنا ولأحسائنا ولوطننا الغالي ما تحقق للتراث الأحسائي من إنجاز عالمي، ونحن نعلم ويعلم غيرنا بأن مناطق المملكة من شرقها لغربها ومن شمالها لجنوبها زاخرة بمعطيات تراثية وثقافية تؤهلها لأن تنافس، وأن يكون لها مكانها الطبيعي في منظومة التراث العالمي، ونسأل الله أن يديم على وطننا الأمن والأمان والاستقرار ورغد العيش، وأن يحفظ هذه البلاد الطاهرة أرضا وقيادة وشعبا.