52 عاما، والانجليز ينتظرون أن ينجح منتخب بلادهم في احراز لقب بطولة العالم لكرة القدم، للمرة الثانية في تاريخهم، عقب أن نجح جيل السير بوبي تشارلتون، من ترويض الكأس العالمية للمرة الأولى والأخيرة، حينما استضافوا على أرضهم وبين جماهيرهم نسخة نهائيات كأس العالم للعام 1966م. وقبل انطلاق منافسات المونديال الروسي، لم يكن المنتخب الانجليزي تحت قيادة مدربه الانجليزي جاريث ساوثجيت، أحد المنتخبات المرشحة للظفر باللقب، فعلى الرغم من أنه يضم عددا من النجوم البارزين مع أنديتهم على المستوى الأوروبي، إلا أنه لا يضم «نجوم شباك» بمفهوم السينما، كما كان حين تواجد في صفوفه خلال السنوات ال 20 الأخيرة، نجوم متميزون كديفيد بيكهام ومايكل أوين، وكذلك الفتي الذهبي روني. ساوثجيت، الذي كان الكثيرون يعترضون على قيادته للمنتخب الانجليزي، كونه لا يمتلك الخبرة التي تؤهله لقيادة منتخب عريق كمنتخب انجلترا، تعامل مع الأمور بكل احترافية منذ تعيينه كمدرب مؤقت، قادما من تدريب المنتخب الانجليزي تحت 21 عاما، ونجح في اثبات حضوره، من خلال الاعتماد على لاعبين يمكن لهم تقديم الاضافة دون النظر للأسماء، التي كانت واحدة من أهم أسباب فشل المنتخب الانجليزي في الكثير من المناسبات والمحافل الكروية. ويبدو أن المدرب الانجليزي الشاب، قد نجح في صناعة توليفة رائعة، يتقدمها الهداف المتميز، والقائد الجديد لمنتخب الأسود الثلاثة هاري كين، الذي يعيش أزهى فتراته الكروية مع منتخب بلاده، ويتصدر حتى الآن قائمة هدافي مونديال 2018 بروسيا. الأداء الرائع المتبوع بالنتائج المتميزة، رفع من سقف الطموحات لدى الانجليز، خاصة عقب تخطي عقدة ركلات الجزاء، الذي كان جاريث ساوثجيت أحد ضحايها، في الدور نصف نهائي من بطولة أوروبا للعام 1996م، فتجاوز المنتخب الانجليزي نظيره الكولومبي في الدور الربع نهائي من المونديال، ضاربا موعدا مثيرا مع المنتخب السويدي، الذي خرج هو الاخر من عباءة قائده السابق ابراهميوفيتش. ويتأمل محبو وعشاق المنتخب الانجليزي، بأن تستمر شهية كين التهديفية خلال المرحلة المقبلة، وأن يتواصل تعامل ساوثجيت الذكي مع مجريات المباريات، من أجل تحقيق حلم، رحل الكثيرون ممن شاهدوه للمرة الأولى، وهم يتمنون تحقيقه للمرة الثانية.