ضمن سلسلة صدرت عن مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء)، صدر مؤخرا الكتيب الرابع عشر بعنوان «القصيدة قلب أم قالب»، وهو يقع في 39 صفحة، ويتناول موضوعا طريفا من نوعه حيث يلاحق التطور في شكل الشعر العربي وموسيقاه منذ بداياته السحيقة والتي تصل إلى ما يقرب من قرنين قبل الإسلام. ويتناول الكتيب في بدايته أسئلة تحاول الكشف عن حقيقة الشعر وسر جدلية المضمون والشكل، حيث يرى البعض أن الشكل هو جوهر الفن في حين يرى آخر أن الأولوية للمضمون وثمة من رأى أن العمل الفني هو خليط بين الشكل والمضمون. ويناقش الكتيب أصل ثنائية القلب والقالب، حيث يشير إلى أن الشكل «هو المظهر الذي يتخذه العمل الفني للخروج إلى العالم»، كما أن هذه الثنائية تعتبر تشكلا آخر لثنائية الروح والجسد التي ظلت حاضرة في الفلسفة ومعيارا مهما لتقسيم المدارس الفلسفية، بيد أن فريقا من النقاد والفلاسفة يرون أن هذا التقسيم هو وسيلة لدراسة العمل الفني وتفكيكه وتقييمه. ويمضي الكتيب في تتبع التغيرات التي طرأت على شكل القصيدة العربية منذ نشأتها حتى العصر الحديث، حيث أثرت الجغرافيا والتغيرات الاجتماعية والسياسية على أشكال الشعر وأغراضه.