قالت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، أمس الخميس: إن البلدان الأوروبية قلقة من برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، ودعت لإيجاد حلول للتصدي لتوجهات طهران «العدائية» في الشرق الأوسط. وقالت بعد لقائها مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في عمان: «لا ينبغي الاكتفاء بمناقشة توجهات إيران العدائية لكننا بحاجة لحلول عاجلة». ولا تزال ألمانيا ملتزمة بالاتفاق النووي مع إيران، والذي أدى لرفع العقوبات عن طهران مقابل كبح برنامجها النووي، رغم انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منه في مايو. وقالت ميركل: إن القلق ينتاب الدول الأوروبية بسبب برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني ووجود طهران في سوريا ودورها في حرب اليمن. دعم بلجيكي من جهة أخرى، وبمناسبة عقد المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية والذي ستجري وقائعه في 30 يونيو الجاري بالعاصمة الفرنسية باريس، أصدر 140 برلمانياً بلجيكياً بياناً يدعمون فيه الاحتجاجات التي تشهدها إيران من أجل احداث تغيير ديمقراطي في البلاد. وأصدر ديرك كلاس رئيس بلدية روتسيلار رئيس لجنة البرلمانيين ورؤساء البلديات البلجيكية لإيران الديمقراطية بيانا صحفيا جاء فيه: «يسعدني أن أعلن البيان المشترك ل 140 برلمانياً في بلجيكا دعماً للاحتجاجات الحالية والإضرابات والانتفاضة من أجل تغيير ديمقراطي في إيران». وينتمي الموقعون إلى الأحزاب السياسية الرئيسية من البرلمان الاتحادي والبرلمانات الإقليمية والبرلمان الأوروبي ومجلس الشيوخ. ثمار الانتفاضة وهزت الانتفاضة التي بدأت في 28 ديسمبر الماضي، واستمرت لعدة أسابيع، إيران، وامتد لهيب الاحتجاجات إلى جميع المحافظات ال 31، وأكثر من 140 مدينة في أرجاء البلاد. وقال البرلمانيون البلجيكيون في بيانهم: لقد أوضح الشعب الإيراني، وخاصة جيل الشباب، أنهم قد سئموا من الحكم المتطرف ويريدون التغيير الديمقراطي. وهتف الكثيرون «الموت للديكتاتور» و«الموت لخامنئي» و«الموت لروحاني»، كما لعبت النساء دوراً نشطاً في الاحتجاجات. وأضافوا في بيانهم: «لقد قضى العديد من المحتجين في الحجز تحت التعذيب، وقد اعترف كبار قادة النظام بدور المعارضة الرئيسية، منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في قيادة الاحتجاجات». ديكتاتورية القمع وفي مايو، تعرضت الاحتجاجات المناهضة للنظام في مدينة كازرون لقمع وحشي من قبل النظام، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 4 أشخاص وإصابة المئات، واعتقال العديد منهم. وفي الأسابيع الأخيرة، دخل سائقو الشاحنات في إضراب غير مسبوق في جميع أنحاء إيران. وفي الأسبوع الماضي، اقتحم النظام منازل عمال المجموعة الوطنية للصلب في مدينة الأحواز الذين كانوا يحتجون على الأجور غير المدفوعة. كما استمرت الاحتجاجات العمالية واحتجاجات المعلمين في العديد من المدن الإيرانية في الأسابيع الأخيرة. إدانة ومطالبة وأدان المشرعون البلجيكيون استخدام القوة المفرطة بحق المحتجين السلميين في إيران: وقالوا: «إننا ندين استخدام القوة ضد المتظاهرين العزل ونطالب الحكومات الأوروبية والاتحاد الأوروبي باتخاذ تدابير فعالة وقرارات ملزمة لإجبار النظام الإيراني على إطلاق سراح معتقلي الانتفاضة، ودعم حرية التعبير وتشكيل الجمعيات، ووضع حد للقمع ضد المرأة، وإلغاء الحجاب الإجباري للمرأة». وتمثل الاحتجاجات والإضرابات على مستوى البلاد علامة على الافتقار إلى الحريات الأساسية وانتهاكات حقوق الإنسان. وقفة أوروبا ونوه بيان البرلمانيين البلجيكيين إلى أن الشعب الإيراني يتوقع أن تقف أوروبا بجانبه وليس مجرد التركيز على التجارة والأعمال مع إيران. وزادوا: بوصفنا سياسيين منتخبين من شعب بلجيكا، نعتقد أن نداءات الشعب الإيراني بالديمقراطية يجب أن تؤخذ على محمل الجد. وختم البرلمانيون البلجيكيون مطالبهم بأنه «لا يمكن التنازل عن حقوق الإنسان وحقوق المرأة في إيران أو تهميشها بدعوى الاعتبارات السياسية أو التجارة أو الصفقة النووية، وبالإضافة لذلك يجب أن يكون أي توسيع للعلاقات السياسية والاقتصادية مع إيران مشروطًا بتقدم واضح في حقوق الإنسان وحقوق المرأة ووقف عمليات الإعدام». مؤتمر المعارضة وتعتزم منظمة مجاهدي خلق المممثل الوحيد والأكبر للمعارضة الإيرانية إقامة مؤتمرها السنوي في باريس، تحت شعار «تغيير النظام»، وأعلنت في بيانات متعددة أنها ستستضيف كما في كل عام العديد من الوفود والشخصيات الدولية والعربية ومسؤولين في الدوائر الغربية والأمريكية. ويقترن هذا المؤتمر مع أحداث وتطورات نوعية على الساحة الإيرانية في ظل استمرار الاحتجاجات الشعبية والإضرابات العمالية وكذلك هشاشة موقف النظام الإيراني دولياً في ظل خروج أمريكا من الاتفاق النووي وعودة العقوبات الأمريكية القاسية على طهران، وتزايد ضغوط المجتمع الدولي على النظام لوقف دعم الإرهاب والتدخلات في المنطقة ووقف برامج الصواريخ الباليستية. رسالة للعالم وكان القيادي في منظمة مجاهدي خلق، محمد محدثين، والذي يرأس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الذي شكلته المنظمة منذ الثمانينيات، قال: إن المؤتمر السنوي للمقاومة هذا العام في فيلينت في باريس، يريد أن يوجه رسالة لشعوب العالم وللشعب الإيراني ولكل أولئك الذين يشاركون في المؤتمر، مفادها بأن النظام سيسقط وأن هناك بديلاً له وأن المستقبل للشعب الإيراني وأن الناس مستعدون أن يمسكوا مستقبلهم»، على حد تعبيره.