تصدرت ألمانيا السوق العالمية في جذب استثمارات الطاقة الذكية بحسب استطلاع لمؤسسة «بينسنت ماسونز» القانونية، حيث قال 34% من الكيانات الاستثمارية في هذا المجال إنهم يبحثون في ألمانيا عن الاستثمار أو صفقات استحواذ. واحتلت الصين المرتبة الثانية بنسبة 30% وأستراليا 26% وهي البلدان الأكثر شيوعا في طلبات الاستثمار في هذا النوع من مصادر الطاقة وقد اعتبر 22% بريطانيا دولة مستهدفة لخططهم الاستثمارية أو عمليات الاستحواذ المستقبلية. وشارك في الاستطلاع الذي جاءت نتائجه في تقرير لموقع «أوت لو» القانوني كبار المديرين التنفيذيين من شركات الاستثمار المباشر والبنوك الاستثمارية وشركات الثروة السيادية حول العالم. ووفقا لهذا الاستطلاع تعد ألمانيا أيضاً وجهة الاستثمار المفضلة لشركات توليد الكهرباء وتوزيعها بنسبة بلغت 29% من المديرين التنفيذيين ممن شملتهم الدراسة بينما يفضل 17% الصين وحازت بريطانيا على 12% كوجهة استثمارية. وبحسب التقرير تسعى أوروبا إلى رفع عدد المدن التي تعتمد على الطاقة الذكية من 78 مدينة حاليا إلى 300 مدينة بنهاية عام 2019، من خلال مبادرة شراكة الابتكار للمجتمعات الأوربية والمدن الذكية. وتقول «أندريا ستراكينسكو»، مديرة وحدة تكنولوجيات الطاقة الجديدة في الإدارة العامة للطاقة التابعة للمفوضية الأوروبية إن الحياة في مدينة ذكية هي بالأساس أمر متعلق بالرفاهية، حيث يجب أن تهدف جميع التقنيات والخدمات المعنية بالمدن الذكية إلى تحسين نوعية الحياة معتبرة أن العنصر الأساسي في ذلك هو قضية نوعية الهواء وهذا أمر يعتمد علي نجاح تخطيط المدن الذكية والتحول إلى الطاقة النظيفة. وينوه التقرير إلى أن الأسباب التفضيلية لدى المستثمرين في مجال الطاقة النظيفة تكمن في مستوى الابتكار التكنولوجي الحالي والإطار التنظيمي المستقر، وكذلك سياسة الطاقة الوطنية المناسبة لهذا النوع من الاستثمار وهي أهم ثلاثة عوامل استشهد بها المستثمرون لجعل البلاد جذابة للاستثمار في تكنولوجيا الطاقة الذكية. وبالنسبة لشركات توصيل الكهرباء وتوزيعها كانت أهم ثلاثة عوامل هي مستوى الابتكار التكنولوجي الحالي وفرص نشر البنية التحتية للطاقة والتركيبة السكانية المواتية بالاضافة إلى توقعات الطلب. وبحسب التقرير، فإن ألمانيا لديها سياسات وطنية ذكية في مجال الطاقة تفوق بريطانيا والسويد والنرويج. ويعود ذلك إلى التزام حكومتها بتفكيك منظومة الطاقة الكهربائية القديمة والتخلص التدريجي من منشآتها النووية، وذلك في أعقاب كارثة «فوكوشيما» النووية في اليابان، بما أدى إلى تغيير جذري في النظام بموجب السياسة المعروفة باسم «انتقال الطاقة» وهو أكبر برنامج من نوعه حتى الآن معروف في دولة متقدمة. كما تتمتع ألمانيا بوفرة الفرص المتاحة وحقيقة أن المستثمرين يمكنهم الخروج من السوق بسهولة هي من بين السمات الخاصة التي تجعل ألمانيا جذابة للمستثمرين. وينوه التقرير إلى أن انخفاض أسعار الكهرباء بالجملة وارتفاع التكاليف شجع شركات إنتاج الكهرباء والموزعين على النظر في صفقات التكنولوجيا المحتملة كوسيلة لتطوير قدرات جديدة. كما تبحث شركات مرافق الكهرباء التقليدية بما في ذلك الشركات الكبيرة عن مجالات أعمال جديدة في ظل تراجع عائدات مبيعات الكهرباء. ومن بين المجالات التي تسعى للتوسع فيها شركات الطاقة الذكية وبصفة خاصة شركات تطوير البرمجيات. ويخلص التقرير إلى أنه على الرغم من شعبية ألمانيا فإنه قد تم تصنيف كل من أمريكا الشمالية ومناطق شمال غرب أوروبا على أنها أفضل من أوروبا الغربية بالنسبة للمشاركين في الاستطلاع لتنفيذ مشروعات الطاقة الذكية فيما يتصل بتوافر إمكانات النمو لتكنولوجيا الطاقة الذكية والبحث والتطوير فضلا عن البنية التحتية الملائمة لتنفيذ مشروعات التكنولوجيا الجديدة.