ربما هي فكرة قديمة تلك التي ألصقها المتلقي الخليجي عن الشعر العماني ألا وهي الغموض وكتابة نص شعري مغرق في لغته ومغلق حيث لا مفتاح للنص تستطيع الدخول من خلاله, وقد أصبحت هذه التهمة تشكل عبئا على الشاعر العماني من حيث قبوله من قبل الشعراء والساحة الشعبية, وقد ألصقت بالقصيدة العمانية مفردات وتراكيب غير منطقية مما أثقل على الشاعر العماني في التواجد في الساحات الأرحب وبقي يكتب في أضيق المساحات ولم تخرج قصيدته من موقعها في ساحة السلطنة, لم أجد غموضا في تجربة الشعر العماني بل وجدت أرواحا شعرية تحلق في سماء الإبداع بشكل يضمن لها البقاء في ذاكرة المتلقي وبحكم علاقتي بعدد من الشعراء العمانيين الذين يمثلون ساحة الشعر في عمان وجدت أن خميس المقيمي عذب وفهد السعدي متمكن ومطر البريكي إحساس وعامر الحوسني صدق والشباب الجديد حمود بن وهقة وفهد الأغبري وسعيد الحجري ومنذر الفطيسي ونواف الشيادي وناصر الغيلاني وعلي الراسبي ومازن الهدابي واحمد المعمري, تلك الأسماء تكتب الشعر الحقيقي والشعر المتمكن واللغة الجميلة وتبهر المتلقي في طرحها الشعري المتميز, ويجب أن لا يظلم المتلقي هؤلاء الشعراء الجميلين من خلال إطلاق مسميات المدرسة العمانية, حقيقة الأمر هي تجارب شعرية جميلة ومميزة تستحق الوقوف عندها وقراءتها بالشكل الذي تستحقه, ربما بسبب ضعف وصول الإعلام العماني إلينا في منطقة الخليج هو الذي جعل قصائد هؤلاء الشعراء تبقى حبيسة محليتها, وعن قراءتي وسماعي لشعر هؤلاء الرائعين لم أجد غموضا في تجربة الشعر العماني بل وجدت أرواحا شعرية تحلق في سماء الإبداع بشكل يضمن لها البقاء في ذاكرة المتلقي, ما أتمناه فقط لهذه التجارب هو إعطاؤها مساحة من الضوء في الإعلام الخليجي والأمسيات الخليجية هم يستحقون أن تفرد لهم السماء لممارسة التحليق في سماء الإبداع, الشعر العماني يكتبه شعراء مثقفون في هذا التوقيت من تاريخ الشعر ويستحقون التصفيق والمتابعة والتدوين أيضا, في نطاق المحلية استطاعوا أن يصنعوا الملتقيات والتجمعات الشعرية التي تزخر بالمبدعين لكنهم بقوا بحاجة الى التواجد عبر الفضاء حيث عدم وجود قناة تخدم الشعر في عمان يشكل ضعفا في وصول هذه التجارب الشعرية المميزة.