ولد الهولندي هندريك يوهانس كرويف، والمعروف باسم يوهان كرويف، في الخامس والعشرين من شهر ابريل للعام (1947)م، في العاصمة الهولندية «أمستردام». وكان لاعب الوسط الهجومي الهولندي، شغوفا بكرة القدم بجنون، حيث كان يتسلق وهو في ال(8) من عمره جدار الملعب المواجه لبيته، على الرغم من تحذيرات والده الذي كان يعمل بقالا، وذلك لمشاهدة تمارين فريقه المفضل اياكس امستردام، متمنيا حينها أن يرتدي ألوانه في أحد الأيام. المثير في الأمر أن والدته كانت تعمل كمنظفة في نادي أياكس، فكان يذهب برفقتها، حيث يستغل أوقات عملها من أجل مداعبة الكرة رفقة فتية من عمره. ونتيجة لذلك كان من الطبيعي أن يتعلق كرويف بالنادي، وبكرة القدم على وجه التحديد، ليشاهده أحد المهتمين في النادي، ويلاحظ موهبته، ليقوم بتسجيله في صفوف النادي وهو في ال(10) من عمره. بزغ نجم الأسطورة الهولندية سريعا جدا، وفي سن ال(17) من عمره، انضم للفريق الأول بالنادي، في الوقت الذي لم يكن ذلك سهلا، خاصة وأن أياكس هو واحد من أعظم الأندية الأوروبية. وقاد تألق الشاب كرويف اياكس للتربع على العرش الأوروبي لثلاث سنوات متتالية، حيث نجح في التتويج باللقب في أعوام (1971)م، و(1972)، وكذلك في العام (1973)م. هذا التميز الكبير قاد برشلونة للعمل على خطف الموهبة الهولندية، وهو ما نجح فيه في العام (1973)م، ليقوده في أول مواسمه لإحراز لقب بطولة الدوري الاسباني، بعد غياب (14) عاما. وخلال مسيرته مع الأندية التي لعب لها، نجح كرويف في تحقيق الدوري الهولندي خلال (9) مناسبات، ثمان منها مع أياكس، وواحدة مع فاينورد، كما حقق كأس هولندا في (6) مناسبات، وكأس اوروبا (3) مرات، بالإضافة لكأس السوبر الأوروبي مرة واحدة، وكأس الانتركونتيننتال مرة واحدة. كما نجح في تحقيق لقبي الدوري الاسباني وكأس اسبانيا لمرة واحدة مع فريق برشلونة، الذي لعب لصفوفه لما يقارب ال(5) أعوام. أما على مستوى المنتخب الهولندي، فلا ينسى الهولنديون ولا محبو الفن الجميل أبدا مشاركته في كأس العالم (1974) بألمانيا الغربية، حيث قاد منتخب بلاده للمباراة النهائية، بعدما نجح في إمتاع العالم بمهاراته، لكن خيبة الأمل تمثلت في خسارته مع منتخب بلاده في المباراة الختامية بهدفين مقابل هدف وحيد أمام ألمانيا الغربية، وحينها وقف الجمهور في الملعب مصفقين له، ومتمنين له أن يحقق لقب كأس العالم التي ستقام في العام (1978)م، لكنه لم يشارك فيها أيضا بعد تلقيه تهديدا بالقتل في حال السفر للعب المونديال في الأرجنتين. وقاده ذلك لاعتزال اللعب، قبل أن يعود على مستوى الأندية، متنقلا بين عدد من الأندية الأمريكية والاسبانية والهولندية، حتى اعتزل بشكل نهائي في العام (1984)م، عقب موسم رائع رفقة فاينورد، نجح خلاله في تحقيق الثنائية المتمثلة في لقبي الدوري والكأس. اتجه كرويف للتدريب بعد ذلك، وهو صاحب فكرة اللعب الشامل، حيث قاد تشكيلة الحلم لنادي برشلونة، وتوفي في العام (2016)م بعد معاناة مع مرض سرطان الرئة.