كان صانع لعب الدنمارك كريستيان إريكسن مراهقا قليل الخبرة يجلس على مقاعد البدلاء معظم الوقت خلال مشاركته الأولى بكأس العالم لكرة القدم في جنوب افريقيا لكن بعد ثمانية أعوام سيحمل على عاتقه آمال بلاده عند افتتاح مشوارها في النهائيات أمام بيرو. وتمثل عودة بيرو لكأس العالم بعد غياب 36 عاما اختبارا صعبا للدنمارك، خاصة مع اعتبار فرنسا المرشحة الأوفر حظا للتأهل عن المجموعة الثالثة لذا لن يود أي منهما أن يهدر نقاطا في مرحلة مبكرة. وتطور إريكسن لاعب توتنهام هوتسبير، الذي غاب عن نسخة البرازيل 2014، ليصبح صانع لعب بارز مع فريقه ومنتخب بلاده وسجل ثلاثية رائعة خلال الفوز 5-1 على أيرلندا في الملحق ليقود الدنمارك للتأهل لكأس العالم. ونجح الفريق الأيرلندي في الحد من خطورة إريكسن في لقاء الذهاب في كوبنهاجن لكن في دبلن كان رجل المباراة. وتصدر إريكسن هدافي الدنمارك في التصفيات برصيد 11 هدفا وفي وجود مساندة من مواهب هجومية بمنتخب بلاده فإن اللاعب البالغ عمره 26 عاما سيكون مرشحا لهز الشباك. وبرزت أهميته خلال الاستعداد لكأس العالم، حيث فشلت الدنمارك في الوصول للشباك أمام السويد عندما كان إريكسن غائبا لترقب مولد طفله الأول. وبعد عودته للمنتخب سجل هدفا وصنع آخر خلال الفوز 2-صفر على المكسيك في تجربة للمباراة الأولى بكأس العالم. وتحت قيادة المدرب النرويجي أوجه هاريده أصبح أسلوب الدنمارك مباشرا بشكل أكبر مع تفضيل الضغط الهجومي ونقل الكرة بسرعة وتجنب بناء الهجمات من الخلف، كما كان الحال في فترة المدرب مورتن أولسن. واستفادت الدنمارك من صلابة ثنائي الدفاع سايمون كير وأندرياس كريستنسن، خاصة في الملحق أمام أيرلندا. وسيواجه الاثنان اختبارا قويا أمام قائد بيرو باولو جيريرو، الذي تم السماح له بخوض النهائيات بقرار محكمة سويسرية بعد رفع عقوبة تتعلق بالمنشطات. ورغم أن فرص بيرو تبدو أضعف لكن الفريق القادم من أمريكاالجنوبية يملك السرعة والمهارة وبدا خطيرا عند مواجهة السويد استعدادا لكأس العالم. وقبل مواجهة فرنسا تأمل بيرو في تقييد حركة إريكسن الخطير وتحقيق نتيجة جيدة أمام استراليا على أمل التقدم في البطولة.