ما أن يرى عشاق كرة القدم الأوروبية والعالمية الحارس كاسبر شمايكل يقف في شباك المنتخب الدنماركي، حتى يتذكروا أسطورة الحراسة الدنماركية بيتر شمايكل، الذي قاد منتخب بلاده لتحقيق إنجاز فريد من نوعه بإحراز لقب بطولة الأمم الأوروبية في العام (1992)م. وحينها لم يكن الدنمارك أحد المنتخبات المرشحة للقب، حيث شارك في البطولة كضيف عقب منع يوغوسلافيا من المشاركة في البطولة بسبب الحرب الأهلية التي كانت تشهدها البلاد. لكن رفاق شمايكل الأب قدموا مستويات كبيرة جدا توجوها بالتأهل للمباراة الختامية، قبل الانتصار على ألمانيا والتتويج باللقب التاريخي. وقبل انطلاق منافسات كأس العالم (2018) بروسيا، يتذكر كاسبر صاحب ال(31) عاما تلك الذكريات جيدا، خلال مشاركته الأولى بنهائيات كأس العالم، حيث كانت المشاركة الأخيرة للمنتخب الدنماركي في العام (2010)م، أي قبل تواجده في صفوف المنتخب الأول بثلاثة أعوام، ويحرص على الاستفادة منها، وربما تكرارها لكن على المستوى العالمي هذه المرة. كاسبر، الذي يعيش فترة مميزة في مسيرته الكروية، ويتألق بشكل ملفت مع فريق ليستر سيتي الانجليزي، يستند إلى عدة عوامل في طموحاته بتكرار انجاز والده، حيث تغيب الترشيحات كليا عن المنتخب الدنماركي، الذي تأهل للنهائيات بكل صعوبة، وعبر مباريات الملحق، عقب تجاوزه لمنتخب ايرلندا في مجموع اللقاءين، فقد تعادلا سلبيا في اللقاء الأول قبل أن تقسو الدنمارك على ايرلندا وتتغلب عليها بنتيجة (5 – 1). أما العامل الأهم، الذي يأمل على مساعدته في تحقيق الانجاز التاريخي إن تحقق، فهو تواجد الجينات المشتركة بينه وبين والده، والتي تتمثل في تحقيق ما يسمى «المعجزات الكروية»، فبيتر شمايكل الحارس الأسطوري لمانشستر يونايتد الانجليزي، حقق المعجزة مع المنتخب الدنماركي في يورو (92)، فيما تمكن الابن من تحقيقها مع فريق ليستر سيتي، الذي قاده للتتويج بلقب الدوري الانجليزي الممتاز في الموسم الرياضي (2015 – 2016)م. ووسط الترشيحات التي تتركز في اتجاه منتخبات الصف الأول على مستوى القارتين الأوروبية والأمريكية الجنوبية، فإن خروج أحد المنتخبات من منطقة الظل، والتتويج باللقب العالمي، لن يكون مستغربا، في ظل ضيق المسافات، الذي صنعته كرة القدم الحديثة، بين المنتخبات ال (32) المشاركة في مونديال (2018) بروسيا.