نخرج اليوم عن المألوف فيما يتعلق بقصص الابناء والآباء، ونرحل إلى الملاعب العالمية، لنأتي بقصة مليئة بالدروس والعبر، لكل من يحاول الاستناد الى أمجاد والده. انها قصة الحارس الدنماركي كاسبر شمايكل، ابن الحارس التاريخي لمنتخب الدنمارك وفريق مانشستر يونايتد بيتر شمايكل، فكاسبر الذي بدأ مسيرته الاحترافية وهو في سن ال (17) من عمره، عجز عن الخروج من عباءة والده رغم الامكانيات الكبيرة التي يمتلكها مما جعله بعيدا عن اهتمام الأندية الكبيرة وهو ما مثل البداية الحقيقية له. وبالعودة إلى بدايات كاسبر، كانت الأضواء مسلطة حينها عليه بشكل مبالغ فيه، نظرا لانتظار الجميع وبالخصوص في انجلترا والدنمارك ظهور الخليفة المرتقب لأحد أفضل حراس المرمى في التاريخ، لكن ذلك تسبب في عدم بروز الحارس الشاب، الذي تحصل على دعم كبير من والده، وقرر خوض عدة تحديات في أندية الظل في انجلترا واسكتلندا وويلز، حتى بلغ سن ال (29) عاما، وحينها اعتقد الجميع بأن الابن لن يحقق ولو جزءا بسيطا جدا من نجاحات والده. كاسبر كان يمتلك الثقة الكبيرة في امكانياته، وحينما رحل إلى صفوف ليستر سيتي، بدأ في تقديم مستوى مغاير جدا، وكأنما قد بدأ للتو في رسم طريقه الخاص عقب أن اكتسب الكثير من الخبرة والنضوج الذهني، ليقدم موسما اسطوريا بكل ما تعني الكلمة من معنى خلال الموسم الرياضي (2015 – 2016)، ليقود فريقه إلى تحقيق معجزة كروية بالحصول على لقب الدوري الانجليزي الممتاز وسط حسرات العديد من الأندية العملاقة، والتي صرفت مبالغ أكبر بكثير مما صرفه فريق ليستر سيتي. ويبدو أن الحارس الدنماركي الذي لم يستسلم يوما للفشل قد يعيش قصصا جديدة وجميلة مع النجاح وهو في العقد الثالث من عمره، خاصة في ظل الاخبار الكثيرة التي تؤكد أن صراعا كبيرا جدا يدور بين قطبي مدينة مانشستر، من أجل خطف الحارس الدنماركي ليخوض تحديا جديدا مع احدهما في الموسم المقبل سواء تحت قيادة البرتغالي مورينيو أو الاسباني جوارديولا.