تسببت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي طالب فيها بحضور روسيا لاجتماعات مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في عاصفة دبلوماسية، حسبما قالت صحيفة «الإندبندنت» في تقرير لها. وقال ترامب قبل مغادرته واشنطن إلى كندا لحضور القمة: إن روسيا يجب أن تقبل في مجموعة النخبة من الدول الغنية، وكانت روسيا قد طردت من مجموعة السبع الكبار بعد ضمها لجزيرة القرم عام 2014. وتأتي تصريحات الرئيس ترامب بعد خلافات متصاعدة بين الحلفاء، على خلفية فرض الولاياتالمتحدة تعريفة جمركية على واردات الصلب والألمنيوم، وقد طالب الاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك بإعفائهم من هذه الجمارك، وعلاوة على ذلك أثار ترامب المزيد من القلق بتصريحاته حول روسيا. وقال الرئيس الأمريكي: لماذا نعقد هذا الاجتماع دون أن تكون روسيا معنا، يجب أن يسمحوا لروسيا بالعودة، ويجب أن تكون معنا على طاولة المفاوضات، مضيفا: كنت أرى في روسيا أسوأ كابوس، لكن كان ينبغي دعوتها. ولقيت دعوة ترامب ردود فعل باردة من الأعضاء الآخرين في الاقتصادات الكبرى بالعالم، بينما قال رئيس الوزراء الإيطالي الجديد جوزيبي كونتي إنه يؤيد إعادة انضمام روسيا إلى المجموعة، كما قالت بريطانياوفرنساوكندا إنهم يعارضون عودة روسيا. وقالت تريزا ماي رئيسة وزراء المملكة المتحدة لهيئة الإذاعة البريطانية، لقد قلت دائما إننا يجب أن نتحاور مع روسيا، لكن عبارتي تعني الحوار الحذر، يجب أن نذكر أنفسنا، لماذا أصبحت مجموعة الدول الصناعية الثماني سبعة فقط؟ وأجابت ماي: لأن روسيا ضمت شبه جزيرة القرم بشكل غير شرعي، ولا أوافق على دعوة الرئيس ترامب بعودة روسيا لمجموعة السبع. وأضافت ماي: رأينا نشاطا خبيثا من روسيا بطرق مختلفة، بما في ذلك ما حصل في سالزبرى بالمملكة المتحدة (إشارة إلى قضية تسمم العميل سكريبال)، لذا أعتقد أن على روسيا أن تغير سلوكها قبل إجراء أي محادثات معها. بدورها، أوضحت فرنسا أنها تعارض الفكرة، ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدر في الرئاسة الفرنسية قوله: إن رأي ترامب لا يبدو «متماسكا» في ضوء العقوبات الأخيرة التي فرضتها الولاياتالمتحدة على موسكو. وأبان المصدر الفرنسي مذكرا: أن آخر دولة فرضت عقوبات اقتصادية بشكل فردي، هي الولاياتالمتحدة، لذلك لا يبدو اقتراح ترامب متماسكا. روسيا من جانبها، بدت غير راضية عن اقتراح الرئيس ترامب، وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في بيان نشرته وكالة سبوتنك الحكومية: إن روسيا تركز على أشكال أخرى بخلاف مجموعة السبع. وتقول الصحيفة: إن استهتار ترامب وعدم احترامه للبروتوكول الدبلوماسي، ليس شيئا جديدا بالنسبة لحلفاء واشنطن، فضلا عن بقية عواصم العالم، فقد أمضى الأيام القليلة الماضية في التحضير لعقد قمة مع دول من المفترض أنها حليفة لبلاده، لكنه قضى هذه الأيام في «القنص» عليهم وانتقادهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.