الخوف من التدخل الأجنبي ومحاولات التأثير على ما يعرف بالديمقراطيات الغربية، كاد يتحول إلى هوس في العواصم الغربية، خاصة تدخل الروس وظهور تشققات في الجبهة التي تتصدى لهذا الأمر، فهناك من لم يقتنع بوجوده. ونشرت صحف أمريكية وأوروبية أكثر من مقال في هذا المضمار، لكن صحيفة الواشنطن بوست، كانت صاحبة النصيب الأكبر في المطالبة بالتصدي للتدخل الروسي بكافة أنواعه، ودعت الديمقراطيين والجمهوريين والأوروبيين ذوي التفكير المماثل لاجتراح رؤية مشتركة، مشيرة لجهود نائب الرئيس السابق جو بايدن ووزير الأمن الداخلي السابق مايكل تشيرتوف والأمين العام السابق لحلف الناتو أندرس فوغ راسموسن، الذين يشكلون خلية عمل تقوم بهذه المهمة. ويقول أحد كتاب الصحيفة: «التدخل الروسي يشكل تهديدًا ليس فقط لانتخاباتنا، بل أيضًا لقدرتنا على العمل كمجتمع ديمقراطي، وإذا أدركنا أن الدول الأوروبية تواجه نفس التهديد، فالحاجة لتوحيد الجهود معا تصبح واضحة». ودعا بايدن في ديسمبر الماضي عبر مجلة الشؤون الخارجية، لتشكيل لجنة على غرار لجنة الحادي عشر من سبتمبر بشأن التدخل الروسي، وحينما قرأ راسموسن ما كتبه باين، اقترح أن يعملا معا لإنشاء لجنة متعددة الأطراف عبر المحيط الأطلسي تعنى بنزاهة الانتخابات. وسيشارك بايدن في الاجتماع الأول للجنة في كوبنهاجن الشهر المقبل، ضمن فعاليات قمة كوبنهاجن لحماية الديمقراطية، لاقتراح أفضل الممارسات والسياسات التي ينبغي على واشنطن وحلفائها الأوروبيين اتباعها لإحباط تدابير روسيا التخريبية وأي دول أخرى. ونسبت الصحيفة لبايدن قوله: «شهدنا في السنوات الأخيرة كيف استخدم الكرملين الهجمات الإلكترونية وحملات التضليل والفساد المسلح لزرع الفوضى وتعميق الانقسامات داخل مجتمعاتنا الديمقراطية، نحن بحاجة لمقاومة هذا التأثير الخبيث بتقليص نقاط ضعفنا وكشف تكتيكات روسيا». وحسب الواشنطن بوست، فإن فكرة بناء تحالف بين الديمقراطيات لمواجهة ما تسميه التهديدات الاستبدادية المتزايدة التي تستهدف النظام العالمي الليبرالي، طرحت منذ سنوات.