مفهوم الأمن يمتد ليشمل جميع احتياجات الإنسان، ولذا ظهرت انواع الامن المعروفة (كالامن الاجتماعي، الأمن السياسي، الأمن العسكري، الأمن الاقتصادي، الأمن الثقافي، الأمن السياحي، الأمن الصناعي، الأمن البيئي، الأمن الداخلي، الأمن الخارجي، الأمن العام، الأمن الخاص.. وغيرها)، ولكن مع بروز الحروب الإلكترونية أو ما يسمى الحروب السيبرانية التي تستقل فيها التقنيات الحديثة من قبل المنظمات الإرهابية وبعض الدول المارقة لأهداف غير نبيلة، ظهر (الأمن السيبراني) ليتخذ مكانه ضمن الأنواع الأمنية سالفة الذكر، والأمن السيبراني باختصار هو مجموعة من التدابير التنظيمية التي تعمل على حماية التقنيات ونظم المعلومات واستخداماتها من الاعمال غير المشروعة، كالقرصنة وسرقة البيانات الحساسة والهجمات الإلكترونية على المنشآت والجرائم الإلكترونية الأخرى كالاساءة للمجتمعات والحكومات وتجنيد العملاء من قبل المنظمات الإرهابية وغيرها. يعود تاريخ هذا الأمن الجديد (السيبراني) الى القرن العشرين، حيث يعتبر نتيجة لبروز ثلاثة إنجازات علمية غيرت وجه العالم، الإنجاز الأول هو اكتشاف الطاقة الذرية علي يد العالم (ألبرت انشتاين) ورفاقه عبر المشروع الأمريكي السري لأبحاث الذرة والذي عرف بمشروع مانهاتن، وهو المشروع الذي استمر العمل به من 1942 إلى 1946 م وانتج القنبلة الذرية، والإنجاز الثاني هو علم (السبرنطيقا) Cybernetics الذي جاء على يد عالم الرياضيات الأمريكي (نوربرت فينر)، وهذا العلم يطلق عليه علم التحكم المتقدم في الأنظمة، وكان هو الأساس في اختراع العقول الإلكترونية، أما الإنجاز الثالث فهو (غزو الفضاء)، وهذه الإنجازات الثلاثة فرضت ضرورة إنشاء (الأمن السيبراني). إن مفهوم الأمن السيبراني أوسع بكثير من مفهوم الأمن المعلوماتي؛ لأنه يتضمن تأمين البيانات والمعلومات التي تتداول عبر الشبكة الداخلية والخارجية من الاختراقات الإلكترونية، ولأهمية الأمن السيبراني انشأت المملكة الهيئة الوطنية للامن السيبراني، ولأهمية هذه الهيئة اصبحت مرتبطة مباشرة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، والاهتمام هذا يعني تأسيس صناعة وطنية في مجال الأمن السيبراني لتعزيز وحماية الشبكات وأنظمة تقنية المعلومات والبنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات، وهذا يعني حماية الوطن والمواطن، كما يعني دور بلادنا الكبير والفعال في الامن الإلكتروني على المستويين الإقليمي والعالمي. أخذ الكثيرون – حول العالم - يهتمون بالأمن السيبراني، ومن المتوقع أن يتجاوز انفاق الشركات عالميا على الأمن السيبراني نحو 100 مليار دولار سنويا مع مطلع عام 2020م، واليوم تتسابق الدول العظمى وغير العظمى على غزو الفضاء، وربما يتولد عن هذه الغزوات نوع جديد من الأمن.. أكثر جدة من الأمن السيبراني، وربما يطلقون عليه (الأمن الفضائي)! maaasmaaas@