يمر العالم بمرحلة جديدة من التطورات المعلوماتية المتسارعة، وأصبح من الضروري ربط التكنولوجيا بالأمن وخصوصاَ أنه لم تعد التكنولوجيا الرقمية مختصرة فقط على استخدام الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر وتخزين البيانات، ولكنها أصبحت ركنا أساسيا لا بديل عنه في الاستخدام الفردي وفي المعاملات المالية والرسمية، وهذا التطور الكبير الحاصل في مجال البرمجة نتج عنه حالات تعدٍ على خصوصية أمن المعلومات والبنية التحتية ومن هنا تأتي أهمية الأمن السيبراني Cyber-Secascii117rity الذي يعني القدرة على حماية الفضاء الافتراضي ضد أي هجمات إلكترونية، ويرتبط الأمن السيبراني بأمن المعلومة الذي يعني حماية المعلومات الموجودة على أجهزة وشبكات الحاسب الآلي، في مواجهة أي تدخل غير مصرح به قد يستهدف إحداث تغيير في المعلومات، أو إتلافها أو الحرمان من الوصول إليها. أول ظهور ل "الأمن السيبراني" وقد ظهر مصطلح أو مسمى "الأمن السيبراني" للمرة الأولى في مطلع تسعينيات القرن الماضي، وارتبط ظهوره بعلماء تكنولوجيا المعلومات والحواسيب الآلية، الذين كانوا يبحثون سبل إيجاد حلول لسلسلة المخاطر والتهديدات المتعلقة بالحواسيب المتصلة بعضُها ببعض. إلا أنه مع مرور الوقت، ومع اتضاح التأثيرات الاجتماعية للتكنولوجيا الرقمية، بات مفهوم الأمن السيبراني أبعد من كونه مجرد مفهوم فني مرتبط بتكنولوجيا المعلومات. وخلال السنوات القليلة الماضية تصاعد اهتمام العالم بعدد من القضايا، كحماية البنية التحتية الرقمية، والرقابة الإلكترونية، وسبل التصدي لاختراقات الإرهابيين، والحرب الإلكترونية، والإرهاب الإلكتروني، والهجمات الإلكترونية، والجريمة الإلكترونية، ومن هنا رأت المملكة أهمية تأسيس "هيئة الأمن السيبراني" والتي ترتبط مباشرة بخادم الحرمين الشريفين لتقوم بحماية مصالح المملكة الحيوية وأمنها الوطني، والبنى التحتية الحساسة فيها، كما تضع على رأس أولوياتها استقطاب الكوادر الوطنية المؤهلة والطموحة وتأهيلها، كذلك تحفيز الابتكار والاستثمار في مجال الأمن السيبراني للأسهام في تحقيق نهضة تقنية تخدم مستقبل الاقتصاد الوطني للمملكة. أهمية الأمن السيبراني يعتبر الأمن السيبراني سلاحا إستراتيجيا بيد الحكومات والأفراد لاسيما أن الحرب السيبرانية أصبحت جزءاً لا يتجزأ من التكتيكات الحديثة للحروب والهجمات بين الدول. ولقد حققت المملكة تقدما كبيرا فيما يتعلق بتحسين أمنها السيبراني بشكل عام، ومواجهة التهديدات الخارجية والداخلية، وتحقيق الأهداف الطموحة المنصوص عليها ضمن إستراتيجية رؤية 2030. وبحسب تقرير الجاهزية السيبرانية للمملكة العربية السعودية الذي صدر عن معهد "بوتوماك" للدراسات السياسية، بواشنطن، أن هناك مشكلة وحيدة تواجه المملكة في هذا الصدد تتمثل في نقص العمالة السعودية الماهرة في هذا المجال. وقال المعهد إن جهود المملكة الرامية لتحقيق الجاهزية السيبرانية تسير بشكل جيد، بعد مجموعة من التهديدات الخارجية.