بات من المعروف أن التاريخ يكتبه المنتصرون، وأن هناك وجها أو عدة أوجه من التاريخ مخفية عنا، أو أن يتم التركيز على جانب منه وإغفال جوانب أخرى لسبب ما أو آخر. وهناك الكثير من الأمثلة التي تبين ذلك، مثل التركيز على أن كوبرنيكوس هو من اكتشف مركزية الشمس ودوران الأرض حولها وحول نفسها، بينما الحقيقة هناك من اكتشفها قبله بمئات السنين، وهو أرسطرخس الساموسي اليوناني في القرن الثالث قبل الميلاد، ولكن كوبرنيكوس أعاد اكتشافها وتطويرها. ومثل اكتشاف العقل الباطن أو اللا شعور من قبل فرويد وتحكم الغرائز في العقل بينما هناك من سبقه من الفلاسفة والعلماء في اكتشافها، ولكن هو من قام بتطويرها. وهذا ما حصل فيما وصل إلينا من اكتشاف أمريكا، على أساس أن من قام باكتشافها هو الرحالة الإيطالي كرستوفر كولومبوس عام 1492م، بينما الحقيقة غير ذلك، الحقيقة التي تم إخفاؤها هي أن العرب والمسلمين هم من اكتشفوها قبل مئات السنين من اكتشاف كولومبوس، وهناك الكثير من الأدلة والمراجع والخرائط التي تثبت ذلك، ومن تلك الوثائق دراسة حديثة أصدرها الدكتور يوسف ميروا أن كثيرا من المؤرخين يؤكدون أن عرب الأندلس وصلوا إلى شواطئ أمريكا قبل كولومبوس ب 500 سنة، ويستدلون بما ذكره الجغرافي والمؤرخ المسعودي في «مروج الذهب ومعادن الجوهر» والذي كُتب في العام 956م أن أحد المغامرين من قرطبة ويدعى «الخشخاش بن مسعود» عبر بحر الظلمات مع جماعة من أصحابه إلى أن وصل الأرض وراء بحر الظلمات وهي التسمية التي كانت تطلق على أمريكا، ومن الأدلة كذلك الخرائط الموجودة حتى هذه اللحظة في مكتبة قصر «الاسكوريال» في أسبانيا وهي الخريطة التي رسمها الجغرافي العربي «ابن الزيات» وتظهر السواحل الشرقية للأمريكتين، وكذلك في متحف تايوان توجد مخطوطة تدعى «وثيقة سنج» جاء فيها ان البحارة العرب اكتشفوا أراضي جديدة تدعى مولان بي (أمريكا حاليا)، كما أكد الباحث الصيني «هو لين لي» ان البحارة العرب اجتازوا الأطلنطي قبل كولومبوس بحوالي قرنين أو ثلاثة. كما ذكر البروفسور سليمان الذيب انه تلقى دعوة من باحثين أمريكيين لقراءة بعض النقوش الموجودة في ولاية كولورادو، وتبين له بعد قراءتها انها نقوش عربية ثمودية قديمة، كما ذكر بعض الباحثين أدلة أخرى مثل وجود العشرات من أسماء المدن العربية مثل مكة وبغداد وتونس والمدينة وغيرها في بعض الولاياتالأمريكية مما يدل دلالة قاطعة على وصول العرب لهذه المنطقة من العالم. ورغم هذه الأدلة وغيرها، ما زال يدرس في المناهج الدراسية في العالم العربي المعلومات غير الصحيحة والتي تم ترويجها في العالم وفي المواقع الإلكترونية ومحركات البحث وفي الإعلام على أن كرستوفر كولومبوس هو من اكتشف أمريكا ويتم طمس وتجاهل العرب والمسلمين الذين سبقوهم إلى هناك بمئات السنين. [email protected] ورغم هذه الأدلة وغيرها، ما زال يدرس في المناهج الدراسية في العالم العربي المعلومات غير الصحيحة والتي تم ترويجها في العالم وفي المواقع الإلكترونية ومحركات البحث