باعلان دول الخليج وعلى رأسها المملكة أنها تسعى لوقف تأثير ميليشيات حزب الله وإيران المزعزع للاستقرار في المنطقة، من خلال استهداف قادتهم بمن فيهم الأعضاء الخمسة التابعون ل«مجلس شورى حزب الله» على قائمة الإرهاب تدخل المنطقة مرحلة جديدة لوقف التدخلات الإيرانية وتدمير دول عربية عبر أذرع دخيلة تخرب النسيج الاجتماعي. يأتي ذلك عقب تأكيد السعودية أن حزب الله وإيران الراعية له يطيلان أمد المعاناة الإنسانية في سوريا، ويؤججان العنف في العراق واليمن، ويعرضان لبنان واللبنانيين للخطر، ويقومان بزعزعة كامل منطقة الشرق الأوسط. تمييز خاطئ وأوضحت المملكة «أن حزب الله منظمة إرهابية عالمية لا يفرق قادته بين جناحيه العسكري والسياسي، ورفضت التمييز الخاطئ بين ما يسمى حزب الله الجناح السياسي وأنشطته الإرهابية والعسكرية». وإلى جانب السعودية، أعلنت كل من دولة الإمارات العربية المتحدة، والبحرينوالكويت، الأربعاء، عقوبات اقتصادية على قيادات في «مجلس الشورى» لحزب الله اللبناني المدعوم من إيران. وذكرت وكالة أنباء الإمارات (وام) أن العقوبات تهدف إلى تقويض نشاطات حزب الله ونشاطات إيران في تمويل الميليشيات المسلحة في المنطقة. دعم الإرهاب وبرز دور ميليشيات حزب الله في سورياوالعراق واليمن والبحرينوالكويت وغيرها كداعم ومدرب للعناصر والجماعات الإرهابية، وهو ما أظهرته الوثائق والصور في بلدان عربية عدة. وقد شارك عشرات الآلاف من المسلحين في ميليشيات حزب الله في الدفاع عن نظام الأسد وارتكبوا جرائم القتل والحصار والتعذيب والتهجير بحق الشعب السوري. وقالت دول مكافحة الإرهاب: إنها ستعمل بالشراكة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، لوضع حد لنشاطات حزب الله، بالتعاون مع جميع الدول الأعضاء في مركز استهداف تمويل الإرهاب، وهي البحرين، الكويت، سلطنة عمان، قطر، ودولة الإمارات العربية المتحدة. حزب الله ومنذ انطلاق نشاطاتها قبل أكثر من 3 عقود، عملت ميليشيات حزب الله اللبنانية المرتبطة بنظام الولي الفقيه في إيران، متسلحة بشعار مقاومة إسرائيل، على إرهاب الداخل اللبناني قبل أن تمتد أعمالها الإرهابية إلى معظم الدول العربية خدمة للمشروع الفارسي القائم على نشر الفوضى بالمنطقة لتنفيذ أجندات طهران التوسعية. ورغم أن حزب الله، الذي بدأ نشاطاته فعليا عام 1982، رفع شعار محاربة إسرائيل التي كانت وقتها تحتل مناطق واسعة في لبنان، فإن القافلة الأولى من ضحاياه في الداخل اللبناني تصدرتها قيادات من المقاومة الوطنية التي كانت قد شنت سلسلة عمليات نوعية ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي. وطالت عمليات الاغتيال التي شنها الحزب في تلك المرحلة، للاستئثار بلواء المقاومة المذهبية خدمة لمشاريعه الخفية، قيادات وطنية بارزة في المقاومة الوطنية، على رأسها المفكر حسن حمدان الملقب بمهدي عامل، والمفكر حسين مروة والطبيب لبيب عبدالصمد، وغيرهم. لائحة طويلة ومن أبرز الدول التي استهدفتها ميليشيات إيران في وقت مبكر، كانت السعودية عبر تفجير أبراج الخبر السكنية عام 1996، مما أسفر عن مقتل وإصابة عشرات المدنيين، وكان الرأس المدبر لهذه العملية عماد مغنية، الذي عد أحد أبرز القادة الإرهابيين قبل مقتله في سوريا عام 2008. ولم تسلم الكويت من إرهاب حزب الله، منذ عام 1983، حين هزت سلسلة تفجيرات العاصمة فيما عرف لاحقا ب «أسوأ حلقة إرهابية في القرن العشرين في الشرق الأوسط»، وكان العقل المدبر هذه المرة أيضا أحد كبار قادة الحزب، مصطفى بدر الدين، الذي اتهم بعدها بأكثر من 20 عاما بالضلوع باغتيال الحريري عام 2005، ويحاكم حاليا أمام المحكمة الدولية غيابا كونه قتل في سوريا، أيضا بظروف غامضة، سنة 2016. وتطول لائحة إرهاب حزب الله في الكويت حيث ضبط الأمن عام 2015 خلية تابعة لميليشيات إيران عرفت لاحقا ب«خلية العبدلي»، كشفت التحقيقات أن أعضاءها تلقوا تدريبات بمعسكرات ميليشيات الحزب في لبنان، وخططوا لهدم النظم الأساسية للكويت، التي طردت على خلفية ذلك 15 دبلوماسيا إيرانيا. أعمال تخريبية وفي البحرين، لعب حزب الله ذات الدور، وهو محاولة ضرب النسيج الوطني للبلاد عبر العزف على الوتر المذهبي، وقد نجح الأمن البحريني في ضبط خلايا عدة مرتبطة بالحزب والحرس الثوري الإيراني، على غرار الخلية التي يتزعمها حسين علي أحمد داود، أحد قياديي تنظيم سرايا الأشتر، الذراع الإرهابية لما يسمى تيار الوفاء الإسلامي. أما في اليمن الذي أدخله الإيرانيون في حرب طاحنة، فقد كان حزب الله كعادته ذراع إيران المفضلة لدعم ميليشيات الحوثي الإيرانية، فعناصره «الخبيرة» في الإرهاب دربت الحوثيين إلى جانب خبراء الحرس الثوري على إطلاق الصواريخ التي باتت تهدد السعودية، ومدتهم بالسلاح وصقلت قياداتهم عقائديا ليرتدوا عن الزيدية. تعتبر المملكة العربية السعودية من أبرز الدول التي استهدفتها ميليشيات إيران في وقت مبكر، حيث حاولت تجنيد مناصرين تحت ما يسمى «حزب الله الحجاز»، الذي تأسس بدعم من حزب الله، ومسؤول عن تفجير أبراج الخبر السكنية عام 1996، مما أسفر عن مقتل وإصابة عشرات المدنيين.