صدر عن النادي الادبي بجدة كتاب بعنوان «حداثة الشعرية» قراءة في جمالية الشعرية المعاصرة، للمؤلف عصام شرتح، حيث بيَّن المؤلف في مقدمته أن للشعرية المعاصرة جماليتها؛ وهذه الجمالية متفاوتة بحسب درجاتها، تبعاً للخبرة الجمالية التي تمتاز بها هذه التجربة عن تلك، والقيمة الجمالية التي تحققها التجربة الشعرية ومستويات إثارتها بمقارنتها بسواها؛ فكم من التجارب الشعرية كانت مغرية في شكلها الفني، والأخرى في تشكيلها البصري المموسق مع الحالة الشعورية، ومنعرجات الذات الداخلية، فكما أن الشعر ليس حالة سكونية، أو لحظة تشكيلية آنية فإن ما يحقق للنص الشعري إثارته تعدد مساربه الفنية، لأن تشكيل القصيدة يمر بمراحل اختمار حتى تتفجر دفعة واحدة، بعد كمون طويل وصمت مطبق، ولهذا؛ فإن غنى التجارب الإبداعية يأتي من غنى تجاربها ومثيراتها الفنية الآسرة ومتحولاتها النصية البليغة التي تصيب مرماها الفني بأقصر السبل وأبلغها في تحفيز النص، وإبراز خصوبة الشعرية، ومن هنا، جاء بحثنا الموسوم ب (حداثة الشعرية، قراءة في جمالية الشعرية المعاصرة) متضمناً قيمة كشفية بارعة في تحليل الظواهر الشعرية، وكشف مؤثراتها الشعرية، وطاقتها الخلاقة التي تتنوع من نص إلى آخر، ومن تجربة إلى أخرى، لتخلص الدراسة أخيراً إلى بعض التقنيات المشتركة التي كان لها أثرها البليغ في إنتاج الشعرية، وإبراز ناتجها الدلالي المؤثر عند عدد كبير من شعراء الحداثة في عالمنا العربي.