يحرص أهالى دارين في شهر رمضان من كل عام على تبادل أطباق الطعام بين الجيران في واحدة من العادات الرمضانية القديمة المتوارثة، والتي ما زالت متأصلة في نفوس الأهالي ويتمسكون بها جيلًا بعد جيل؛ تجسيدًا للتواصل والتراحم والألفة والمحبة والترابط بين الأسر وخاصة الجيران من أجل تقوية الصلات بينهم. وتعد تلك الأطباق غالبًا في رمضان المبارك؛ لتجميل مائدة الإفطار التي لا تحلو إلا بها، وتقوم كل عائلة بإرسال طبق معين من الأكلات إلى جيرانها، بينما يعد كل منزل طبقًا معينًا ليشارك بأطباق مختلفة ومتعددة تدور وتوزع فيما بينهم ليتذوقها الجميع. ويجري تجهيز تلك الأطباق أيضا لموائد الإفطار الجماعية بين الأسر في بعض البيوت حتى نهاية شهر رمضان، وتتنافس الأسر في اعداد أكلات مثل الهريس والجريش والمرقوق والعصيد والكبسة الدارينية الخاصة والتي تتنوع إما سمك أو دجاج أو لحم بمذاقها اللذيذ والمميز وكل له طريقته الخاصة في طهيها بجانب السمبوسة والخنفروش واللقيمات والثريد والشوربة والمضروبة والتي تعد من أشهر الأطباق التي توزع في رمضان. وقال جابر حجي الذوادي من أهالي دارين: تعلمنا هذه العادة من آبائنا وأجدادنا ونحن صغار وعندما كبرنا حرصنا على تبادل الأطباق في رمضان وعلى التعاون وحب الخير مع الأقارب والجيران، وكذلك مد العون للمساكين والتواصل معهم خاصة في شهر رمضان، ويقوم الصغير والكبير بهذه المهمة بكل حماس وتفاعل حتى أصبحت جزءًا أساسيًا من عادات هذا الشهر الفضيل، واضاف أبوحجي بان اغلب الاسر تقوم بتوزيع وتبادل الأطباق قبل أذان المغرب بشكل يومي على جميع الجيران دون استثناء، متمنيًا أن تستمر وتدوم هذه العادة كل سنة.