يترقب عُشاق الدراما الخليجية والعربية على وجه التحديد، الصراع الرمضاني المحموم الذي سيشتعل بين القنوات الفضائية المختلفة، بعد ساعات فقط من دخول شهر رمضان المبارك، انتظارًا لما سيقدمونه من جديد في عالم الدراما التي باتت تتراجع بشكل ملحوظ على المستويَين الخليجي والعربي خلال السنوات القليلة الماضية. الدراما الرمضانية، كانت مليئة جدًا بالحياة في زمن الفن الجميل، فالعمالقة حينها كانوا لا يقدمون إلا ما يُشبع نَهم المتابعين بمختلف أذواقهم، فالباحثون عن الفائدة والباحثون عن الضحكة، وكذلك الباحثون عن المتعة الدرامية، كلهم يلتقون في خط واحد، وتحت عنوان واحد يُسمّى ب «الأعمال الرمضانية الخالدة». إفساد الذائقة الفنية أما في السنوات الأخيرة فقد كان البحث عن الربح المادي سبيلًا لتسويق الأعمال الرمضانية التجارية، التي قدمت الغث قبل السمين، وساهمت في إفساد الذائقة الفنية لجيل شاب، حتى فضّل بعض عمالقة الفن الابتعاد كليًا عن كل الأعمال الرمضانية مهما كانت قوتها. ومع بداية السباق الرمضاني، الذي يتوقع أن يكون أكثر تميزًا خلال الموسم الحالي؛ نظرًا للأسماء الكبيرة التي شاركت فيه، والتطورات المثيرة التي شهدتها المنافسة بين مختلف القنوات، فإن المتابعين يتمنون اختفاء البكائيات ومشاهد الخيانة، التي باتت معتادة في الدراما الكويتية على وجه التحديد، والعودة إلى واقعها الجميل، الذي يمثل المجتمع الكويتي الحقيقي، خاصة أن الفن الكويتي يمتلك العديد من الفنانين، الذين يُصنفون كفناني الدرجة الأولى. SBC تخطف الأضواء أما المثير في الأمر فهو التغييرات الكبيرة التي قام بها العملاق عادل إمام من خلال عمله الذي سيدخل به سباق رمضان، والذي حمل عنوان «عوالم خفية»، حيث يسعى للخروج نسبيًا من النمط الذي اعتيد عليه، وكذلك من تكرار فريق العمل، فقد شارك في كتابة المسلسل الجديد الثلاثي الشاب أمين جمال، ومحمد محرز، ومحمود حمدان، عقب سنوات من العمل مع الكاتب يوسف معاطي، ونجح كذلك في استقطاب العديد من النجوم الشبان، كما أن الأخبار المسرّبة من بعض المحيطين بالعمل تؤكد أنه سيكون عملًا مختلفًا في كل حيثياته، وأن العديد من عمالقة الفن المصري سيتواجدون كضيوف شرف إلى جوار «الزعيم» في عدد كبير من حلقاته. مسلسل ب «الحجم العائلي»، والذي سيُعرض بشكل حصري إلى جوار مسلسل الزعيم عادل إمام على قناة (SBC)، التي نجحت في خطف الأضواء قبل انطلاقتها الفعلية، يحظى بثقة كبيرة من قِبَل عُشاق الدراما الرمضانية؛ كون مَن يقوم ببطولته الفنان المصري المتميز دائمًا يحيى الفخراني، العملاق الذي ما زال يحتفظ بعبق الماضي الجميل، ولا يمكن له أن يقبل بعمل غير استثنائي لمجرد التواجد في السباق الرمضاني. «السدحان» يواصل المشوار ويواصل الفنان السعودي القدير عبدالله السدحان مشواره في طرح العديد من القضايا الاجتماعية بشخصيات متنوعة، وذلك من خلال مسلسله الذي يحمل عنوان «بدون فلتر»، لكنه في هذا الموسم يؤكد أن المسلسل سيظهر برؤية مختلفة، وسيساهم في تغيير مسار الخط الدرامي الذي عايشته الدراما السعودية في السابق، كما أنه غني بالأفكار الفنية الرفيعة المستوى، ويمتلك التقنيات الاحترافية في التصوير، وهو ما سيُعطي شكلًا مذهلًا للشاشة السعودية. «القصبي» يخلع عباءة الكوميديا فيما سيخرج الفنان ناصر القصبي من عباءة الكوميديا، عقب ما يقارب ال (30) عامًا؛ ليقدم دورًا تراجيديًا لم يعهده منه المتابعون سابقًا، من خلال لعبه دور البطولة في مسلسل «العاصوف»، المسلسل الذي تدور أحداثه بين عامَي (1970م) و(1975م)، ويتطرق للحياة الاجتماعية بمناسباتها العامة والخاصة، والواقع الثقافي والاقتصادي للمجتمع السعودي في السبعينيات، بالإضافة إلى الفكر السائد لدى العامة من الشعب في تلك الفترة، وطريقة التعاملات التجارية والحياتية، وكيفية معيشة الشباب آنذاك. هذا العمل احتاج لما يقارب ال(5) أعوام؛ من أجل بناء الفكرة وتطويرها، واحتاج اكتمال النص فيه لوقت طويل، تبعه التحضير الإنتاجي الكبير والضخم، وهو ما يُنبئ بعمل مختلف تمامًا على مستوى الدراما الخليجية، يكون محط أنظار كافة المهتمين بالسباق الدرامي الرمضاني. ووسط كل هذا التنافس الكبير بين نجوم الوطن العربي والخليجي، وحرص القنوات على الظفر بأعلى نسبة للمتابعين، لمن ستكون الغلبة؟!