تألمت كثيراً بخبر وفاة الصديق فهد الحجيلان، وتألمت أكثر حينما اتصلت لأُعزي صديق دربه وصديقي الفنان فيصل المشاري. هكذا الموت يأتي فجأة دون موعد، نفارق من نُحب خلسة، وبعدها نتذكر من نفتقدهم. عرفت فهد الحجيلان في أواخر دراستي الجامعية في الرياض، وكان حينها للتو يسطع نجمه في سماء الفن السعودي، وأتذكر صحبته الجميلة للفنان الجميل فيصل المشاري، وأول ما سمعت الخبر اتصلت بصديقي المشاري لأعزيه في وفاة صديقه الوفي فهد الحجيلان، فبكى حينها حرقة على فقدانه، وبدأنا نتذكر سوياً بداية الصداقة التي جمعتهما، فكان أول معرض جماعي لفناني المملكة في الرياض في شهر شعبان من العام 1995، اللقاء الذي كان نواة للصداقة والمعرفة، وقد فاز المشاري بالمركز الثاني والحجيلان بالمركز الرابع، وفي أثناء ترددهما على الجمعية لاستلام الجوائز التي تأخرت كثيراً في استلامها، اقترح الفنان ناصر الموسى إقامة معرض ثنائي يجمعهما، وبالفعل بدأت زيارة فهد لمرسم المشاري لمعرفة اسلوبه في الرسم بشكل أكبر، وكذلك زيارة المشاري لمرسم الحجيلان، وحينها اتفقا على المعرض الثنائي في قاعة الغرفة التجارية بالرياض في شهر رمضان المبارك 1995. من هذا المعرض حلق الحجيلان ولم يتوقف، وكانت مفرداته طائر السلام والمرأة والحصان، حتى ضاق به الحال وهاجر نحو الفن، واستقر في جدة باحثاً عن الفن والجمال، واستمر في مسيرة العطاء باحثاً عن لقمة العيش، يذكرني بالفنانين العظام كالفنان فينست فان جوخ وغيره من الفنانين المبدعين، بالنادر تسمعه متحدثاً لكن ابتسامته لا تفارق وجناته، كان مسالماً لا يقبل الجدل، ولا يخضع للصراعات الفنية في الوسط التشكيلي، عاش كبيراً وكم تمنى أن يعيش مع الكبار، احتواه بحب الفنان هشام قنديل ليجعل من فنه مكاناً مرموقاً في الوسط التشكيلي المحلي، لقد عاش الحجيلان بإنسانيته المُحبة للسلام، وأصبح أيقونة للمحبة والسلام. * فنان تشكيلي