ييدي مشجعو نادي روما الإيطالي آمالا ضئيلة بقدرة فريقهم على قلب تخلفه أمام ليفربول الانجليزي (2-5) في إياب الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا في كرة القدم، إلا أن مواطني مهاجمه البوسني إدين دزيكو يثقون بقدرة ابن بلادهم على الارتقاء لمستوى اللحظات الكبرى. الحب الذي يحظى به المعروف في بلاده ب«الماسة» لا يقارن. تشبه قصة دزيكو قصة عشرات الآلاف من أبناء جيله، فهو أحد «أبناء الحرب» في ساراييفو، الذين قاسوا ويلات البلقان التي امتدت عقودا. غداة تسجيله هدفا مهما خارج ملعب فريقه في مرمى برشلونة في الدور ربع النهائي (1-4 ذهابا في كامب نو، 3-صفر إيابا في الملعب الأولمبي في العاصمة الإيطالية)، لجأ دزيكو إلى صفحته على موقع «فيسبوك». المفاجأة أن ما نشره لم يكن يرتبط حصرا بالمباراة أو بالهدف الذي أثبت أنه كان حاسما في بلوغ روما نصف النهائي. استذكر دزيكو بدء حصار ساراييفو من قبل القوات الصربية في الخامس من نيسان/أبريل 1992، والذي امتد لنحو أربعة أعوام وراح ضحيته 11 ألف شخص على الأقل. كتب اللاعب الفارع الطول (1،93م) عن الحصار الذي بدأ وهو في السادسة من عمره: «في مدينة لم تكن تعرف ما إذا كنت ستتمكن من رؤية صديقك المفضل غدا، ما إذا كنت ستتمكن من معانقة والدك أو والدتك مجددا، ما إذا كنت ستتمكن من أن تفتح عينيك مجددا أو تذهب للعب مع أصدقائك، أمضيت كل يوم من تلك الأيام ال1425 تحت الحصار». وتابع اللاعب: «كنت محظوظا ونجوت، في حين أن العديد من أترابي جرحوا أو لم يعودوا معنا اليوم، إلى هؤلاء، إلى ذكراهم أهدي هدفي ضد برشلونة في دوري أبطال أوروبا». ولا يزال والدا دزيكو يقيمان في ساراييفو، المدينة التي لم تخرج عمليا بعد من آثار الحصار المدمر. ففي العاصمة البوسنية، افتُتح في 2010 نصب تذكاري للأطفال الذين قضوا خلال فترة الحصار (يقدر عددهم بما بين 1500 و1600 طفل)، إضافة إلى متحف مخصص لهؤلاء العام الماضي. إلا أن ظروف الحصار والحرب القاسية لم تمنع الطفل ادين من الخروج من منزل ذويه في حي أوتوكا للعب كرة القدم مع أصدقائه.