تعد السياحة بمفهومها الحديث واحدة من الركائز الأساسية للمجتمع المعاصر؛ لما للسياحة من آثارٍ اقتصادية، واجتماعية، وثقافية، وتاريخية، وتنموية بالغة الأهمية. وقد حظيت السياحة الداخلية بأهمية بارزة ضمن منظومة الاهتمامات التنموية والحضارية في مختلف بلدان العالم بصورة عامة، وفي المملكة بصفة خاصة لما لها من الخصوصية السياحية المتميزة. وحيث إن صناعة السياحة في المملكة تُعد صناعة حديثة العهد، فإن الحاجة ماسة ليعرف واقعها وأبعادها التربوية، لاسيما أن الدولة قد أولت هذا الجانب عنايتها واهتمامها، وليس أدل على ذلك من إنشاء الهيئة العليا للسياحة والتراث الوطني لتتولى مهام التخطيط للتنمية السياحية في المملكة، والتي جاءت نتيجة طبيعية لإحساس المسؤولين بأهمية السياحة. كثيرة هي متطلبات السياحة الأساسية، التي يعاني السائح المحلي عدم توافرها أو انخفاض جودتها مقارنة بالأسعار المرتفعة للإنفاق الداخلي مع انخفاض قائمة الخيارات المتاحة. إن مشروع «القدية» الذي يفتتحه خادم الحرمين الشريفين في جنوب غرب الرياض، يكسر هذه القاعدة ويدفع المواطنين إلى السياحة الداخلية لما سيوفره المشروع من عناصر جذب وخاصة للشباب.