بكلمات حزينة ودموع انهمرت من عينيه روى الأب مأساة فقده لثلاثة من أبنائه التوائم بعد أن رزق وزوجته بأربعة توائم عقب ثلاث سنوات من الزواج ورحلة معاناة بين الأطباء في الداخل والخارج، إلا أن القدر قال كلمته وفقد الزوجان ثلاثة توائم واحدًا تلو الآخر بينما ظلت الرابعة تصارع هي الأخرى الموت. وكشف الأب في حديثه ل «اليوم» تفاصيل وفاة أبنائه داخل مستشفى الولادة والأطفال بالدمام بينما تحقق المديرية العامة للشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية في قضية وفاة التوائم الثلاثة. وقال إبراهيم المقيط: كانت زوجتي تراجع في مستشفى الولادة والأطفال بالدمام طوال الحمل وتم تنويمها؛ لمراقبة حالة الأجنة وسلامتهم وسلامة والدتهم، وفي تاريخ 1 /3 / 2018 الماضي بعد تعب الأم تم فتح عنق الرحم 1.5 سم حينها قرر الأطباء اجراء عملية قيصرية. وأضاف المقيط: ولدت زوجتي 4 توائم، ثلاث بنات وولد، وكانوا في صحة جيدة وفي أوزانهم المعتادة لمن هم في الشهر السابع لتبدأ المعاناة بعدها بقليل، حيث توفيت ابنتي الأولى بعد 22 ساعة من ولادتها، وكانت قليلة الوزن ومريضة منذ وجودها في بطن الأم، أما ابني فأكمل 3 أسابيع وكان بصحة جيدة وكثير الحركة، وفجأة انتكست حالته وتجمعت السوائل في جسمه لمدة أسبوع ولم يعرف الأطباء السبب أو يجدوا علاجًا، ثم توفي بعد أن أكمل شهرًا عندما نقص الاوكسجين لديه بسبب تجمع السوائل التي ضغطت على الرئة والقلب، ويتساءل المقيط في سياق حديثه.. لماذا لم تشكل لجنة طبية قبل وفاة ابني واحالته الى مستشفى اخر توجد به امكانيات أكثر من مستشفى الولادة والأطفال لمثل هذه الحالات. ويضيف المقيط: ان ابنته الثالثة كانت بصحة جيدة واكملت 36 يومًا ثم توفيت، وتقرير الوفاة أكد أن سبب الوفاة جرثومة بالدم، مع العلم ان التحليل الذي أجري لها قبل وفاتها ب 9 أيام أكد خلوها من الأمراض بتأكيد الأطباء. ويقول المقيط:«بعد وفاة ابني الثاني تم تقديم شكوى داخلية إلى مديرة المستشفى ووعدتنا بالاهتمام والرعاية للبنتين المتبقيتين، ولكن توفيت ابنتي الثالثة، واخيرًا تم نقل ابنتي الرابعة إلى مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر بتوصية من مدير الشؤون الصحية ورغبة مني بعدما فقدت 3 أطفال، وكل ما أطلبه حاليًا هو رعاية ابنتي الوحيدة والتأكد من سبب وفاة أطفالي الثلاثة ورعاية زوجتي. من جهة أخرى تحقق المديرية العامة للشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية في قضية وفاة التوائم الثلاثة في مستشفى الولادة والأطفال بالدمام «بنتين وولد». وأوضح المتحدث الرسمي لصحة المنطقة الشرقية أسعد سعود «في البداية تتقدم صحة الشرقية بخالص العزاء والمواساة لوالدَي التوائم، ونود التوضيح أن الولادة كانت عبر»عملية قيصرية" لأم حامل بأربعة توائم، بلغت أوزانهم عند ولادتهم (500 و610 و900) جرام، والرابع يزن كيلو واحدًا فقط (مواليد خدج)؛ إذ ان ولادتهم كانت بعد 26 أسبوعًا. وأضاف سعود: قام الأطباء باتخاذ إجراءاتهم الطبية الواجبة لإنقاذ حياتهم، وقرروا على الفور إدخالهم العناية المركزة (بحسب الإجراء الطبي المتبع)، وجرت محاولات لإنقاذ التوائم الثلاثة، إلا أنه بالرغم من الإجراءات العلاجية العاجلة المتبعة انتكست حالاتهم وساءت. ونفيد هنا بأن نسبة الوفاة في مثل هذه الحالات تتراوح بين 80 % و90 %، بحسب ما هو معلوم طبيًّا. وأكد أسعد سعود أن مدير صحة الشرقية د. صالح السلوك استقبل في الأيام الماضية والد التوائم، واستمع إلى محتوى شكواه، وطلب الأب نقل ابنته الرابعة إلى أحد القطاعات الصحية الأخرى، وبناء على طلبه وجَّه المدير العام بتحقيق رغبته، إذ تم نقلها إلى المستشفى التعليمي في محافظة الخبر، وكانت بصحة جيدة. وفي إجراء متزامن أحال شكواه للجهة المختصة بالمديرية للنظر فيها، ومراجعة الإجراءات الطبية التي تم اتخاذها في التعامل مع حالة التوائم المتوفين - يرحمهم الله - على أن يتم بعد ذلك اتخاذ الإجراء اللازم حيالها.