قدم المعرض الثنائي «إطلالة» الذي افتتح مساء الاحد الماضي بصالة نسما آرت للفنون بمدينة جدة مشهدية متكاملة للفن الواقعي والتجريدي من خلال أعمال الفنانة التشكيلية السعودية نوال السريحي والفنان التشكيلي اليمني زكي اليافعي، اللذين قدما فرصة للاطلاع على طبيعة التجارب الإبداعية بين العمق المنظوري والشفافية والوضوح والواقعية، متيحين الفرصة أمام الجمهور المحلي ليتعرف على مسارات الفن اليمني السعودي في أبعاده الجمالية والتاريخية والثقافية. دراما تعبيرية تنوعت أعمال الفنان زكي اليافعي بين التراث اليمني في تجلياته المختلفة والدراما التعبيرية، من خلال رسمه فن البورتريه، وتقديمه لمجموعة جديدة من أعماله الفنية تقاسمتها وجوه مختلفة بتعبيرات ومشاعر متباينة يوحدها الصدق والحزن على السواء. ويرى الفنان زكي أن الوجه الإنساني هو العنوان النفسي للإنسان وأنه دلالة على ملامح الحياة وبصمتها في تقاطيع ولون البشرة، علاوة عما تحكيه بعض لوحاته المختزلة بألوانها الزاهية ولغتها الراقية من اسرار وحكايات تاريخية وشعبية تكشف مدى زخم وروعة مدن اليمن وطابعها المعماري المتميز. توهج وبريق بينما أخذت لوحات الفنانة نوال السريحي أسلوبا خاصا من خلال مجموعتها والتي اعتمدت على الفن التجريدي بوحي من خيالها تستبق رؤيتها الشخصية، فاللوحة متوهجة ببريق متغير من الألوان حيث تتناثر الألوان كنقاط تتلاحق وتتقاطع بعضها مع البعض الآخر. مزيج فريد وكان الدكتور عبدالعزيز السبيل افتتح المعرض وأشاد بما عرض فيه وقال: أشكر من أتاح لي الفرصة لافتتاح هذا المعرض الغني بفنه، الذي يجمع إبداعا ثنائيا من الجزيرة العربية الفنانة نوال السريحي ذات الأبعاد المختلفة في لوحاتها والثراء في الرؤية والتنوع في الألوان، فيما الفنان زكي اليافعي وان كان رسم البيئة اليمنية في عدد من لوحاته، إلا ان العدد الآخر من اللوحات ركز فيها على الوجه العربي، ونجح بشكل دقيق في تصوير هذه الوجوه وبرسم معاناتها من خلال قسمات الوجه وحركة الألوان داخل هذه الوجوه. تأمل وتجرد فيما اكد الناقد الدكتور سعيد السريحي أن المعرض يحتوي على ثراء الحراك التشكيلي الفني وقال: الأعمال المعروضة هي بمثابة شكل جديد من شأنه أن يثري الحركة الفنية السعودية، ومن يتأمل أعمال الفنانة التشكيلية نوال السريحي لن يجهد نفسه في البحث لها عن تأويل او معنى غير هذا الحوار بين اللون واللون، فيما يحتمل أن يطل علينا من بين منعطفات فراغ اللوحات ما لا نتوقعه من الكائنات، والتي تجعلنا نعود إلى مادة الخلق الأولى كتلة ولونا وفراغا، مع تجرد كل شيء من كل شيء لتوقفك على عتبة الوجود والعدم معا.